| طفل يبيع فريسكا في شوارع بنها لتسديد قرض والده: الرجولة مش بالسن

داخل ميكروباص صغير بحي الإشارة بمدينة بنها، كان يتواجد 3 أشخاص في انتظار أن يأتي مثلهم حتى يبدأ سائق الميكروباص في التحرك نحو وجهته، ثم بدأت الدقائق في المرور واحدة تلو الأخرى دون أن يظهر أي شخص آخر قاصدا نفس واجهة هذا الميكروباص.

في الوقت الذي بدأ فيه الأشخاص الثلاثة يقترحون على بعضهم أن يتكفلوا بأجرة الميكروباص كاملة، وبعد إيماءات الموافقة، هم أحدهم ليخبر السائق الواقف خارج سيارته بما اتفقوا عليه، ليقول لهم السائق: «يلا بينا توكلنا على الله، بس هناخد معانا الولد الشقيان اللي جاي من بعيد ده».

يعود الطفل إلى بيته كل يوم بعد الثانية صباحا

كلمات السائق والفضول البشري المتأصل في نفوسنا جميعا، كانا كافيان لجذب أنظار كل من في الميكروباص إلى هذا الطفل، الذي ظهر نحيلا يحمل على كتفه صندوق من الكرتون، ويبدو أنه مر بيوم عمل ليس جيدا، ولم يوفق في تحقيق المبيعات التي يستهدفها كل يوم، فقد كان الصندوق مليء بعدد ليس بالقليل من فريسكا التفاح التي يصنعها والده، ويخرج هو كل يوم من بيته قاصدا الوقوف بها في الشارع أمام قاعات أفراح التي تملأ جنبات كورنيش النيل ببنها، حتى يتمكن من بيعها ويعود بالأموال إلى أبيه نهاية كل يوم، على أمل أن يساعد ذلك في توفير قيمة قسط القرض المطالب والده بدفعه شهريا، حسبما يحكي الطفل بائع فريسكا التفاح، في حديثه مع «».

يبيع «محمد» فريسكا التفاح بالشوارع ليساعد والده

الطفل يدعى محمد سلامة، يبلغ من العمر 14 عاما، وطالب بالصف الثالث الإعدادي، ويسكن بقرية الرملة بمركز بنها بمحافظة القليوبية، رفقة والده وأمه وشقيقته الصغرى، ويعمل كبائع متجول بشوراع وميادين مدينة بنها، محاولا بيع فريسكا التفاح، قائلا: «بخرج كل يوم عشان أبيع فريسكا التفاح، إللي أبويا بيعملها عشان علينا قسط قرض حوالي 1700 جنيه بندفعها شهريا، ومينفعش أسيب أبويا يكافح لوحده، أنا راجل ولازم أقف جمب أبويا وأسرتي».

فريسكا التفاح اختراع والد الطفل «محمد»

فريسكا التفاح اختراع يملك براءته والد الطفل، الذي يصنعها في بيته، قبل أن يهم نجله في بيعها بالشوارع، وفق ما يرويه طالب الصف الثالث الإعدادي، كاشفا عن مكوناتها: «عبارة عن تفاح بنرش عليه سكر ولون طعام وبنحطها في فريسكا، عشان تدي شكل الآيس كريم».

ولا يحلم الطفل صاحب الـ 14 عاما سوى أن يساعد والده في تسديد كافة أقساط هذا القرض، مضيفا في نهاية حديثه مع «»، قبل أن يترجل من الميكروباص حين وصل إلى الشارع الذي يسكن به: «القروض وحشة والديون بتجيب الهم».