بوجه طفولي لا يخلو من ملامح البراءة، يجلس على سلالم جامعة القاهرة، وفي يده قلم وورقة يستخدمها في رسم «البورتريه»، بالأبيض والأسود، رغم أن عمره لم يتجاوز 14عاماً إلا أنه ورث الموهبة من جده الذي كان مولعاً بالرسم.
«معاذ أحمد»، عشق الرسم وورث أسراره من أجداده، فمنذ كان في الرابعة، اعتاد على رؤية جده يجسد الشخصيات والأماكن بالورقة والقلم، فتلمع عينيه وتسجل ما يشاهده: «وأنا صغير ماكنتش فاهم اللي جدي بيعمله، بس كنت معجب بيه وعايز أبقى زيه، وأول ما بدأت أقلده كنت بشخبط وخلاص».
قلب «معاذ» يقوده للجلوس أمام جامعة القاهرة
شيء ثقيل على قلب «معاذ»، يريد أن يعبر عنه حتى يشعر بالراحة، فأوضاع أسرته المتدهورة ماليا دفعته إلى المساعدة في تدبير نفقات المعيشة، توجه إلى جامعة القاهرة في محافظة الجيزة، وجلس على السلالم وبرفقته شنطة تحتوي على الورق الأبيض المقوى وأقلام الفحم التي تتميز بالأثر القوي وصعب إزالته و«الفبريكاستل»، وبدأ الطلاب والناس ينظرون إلى ذلك الصغير، كيف استطاع أن يرسم تلك اللوحات الرائعة؟.
«معاذ» يوفق بين دراسته وموهبته
استطاع «معاذ»، أن يوفق بين دراسته وموهبته، فهو في الصف الثاني الإعدادي، وبعد خروجه من المدرسة يذهب على الفور إلى الجامعة، ليباشر موهبته وفي نفس الوقت عمله: «الناس بتبعتلي صورها على الموبايل أو يقعدوا قدامي وأنا أرسمهم، بعمل الصورة بـ50 أو 100 جنيه، مفيش وقت محدد أخلص فيه بس ممكن أعمل لوحتين أو تلاتة وأروح علطول عشان أذاكر».
«معاذ» يعيش برفقة والدته بعد انفصالها
يعيش «معاذ» مع والدته بعد انفصالها عن والده في المعادي بمحافظة القاهرة، فهي تدعمه دائماً وتشجعه على تحقيق حلمه بدخول كلية الفنون التطبيقية: «كنت عايش مع جدتي الأول بس بعد ما توفت، قعدت مع والدتي هما أكتر 2 أثروا في حياتي».