| طلاب بالأزهر يبادرون بتعليم اللغات «أونلاين» مجانا: نفسنا نساعد مستشفى 57357

إتقان اللغات المختلفة بات شرطا أساسيا لسوق العمل، وهي مهارة يتقنها خريجي كليات الألسن واللغات، لذا قرر مجموعة من شباب كلية اللغات والترجمة بجامعة الأزهر، تقديم يد العون لزملائهم غير القادرين بتعليم اللغات وتقويتهم فيها، إلى أن تطورت الفكرة لتدشين أول مؤسسة «أونلاين» مهتمة باللغات والترجمة، باسم «Lingualism» ويعمل بها أكثر من 100 متخصص في مجال اللغات، غالبيتهم ما زالوا طلاب بجامعة الأزهر.

صعوبات واجهت تنفيذ مبادرة تعليم اللغات

لم يكن الأمر سهلًا على مجموعة من الطلبة أن ينشئوا مشروعًا قد يكلفهم الكثير من الأموال، ولكن إصرارهم مكنهم من تنفيذه، إذي يروي محمد عيد، طالب بالفرقة الرابعة بكلية اللغات والترجمة جامعة الأزهر، وأحد مؤسسي المؤسسة، لـ«»: «لما فكرنا نعمل المشروع كان غرضنا إننا نساعد زمايلنا لأن احنا نفسنا كنا محتاجين حد يدربنا، فقلنا أحنا ليه منعملش حاجة مجانية نستفاد من خلالها بالخبرة وممارسة اللغة وفي نفس الوقت نفيد بيها غيرنا، فبدأنا بتنفيذ المشروع».

فيروس كورونا يعرقل تنفيذ المشروع

بعد أن عقد الطلاب عزمهم على تنفيذ المشروع، اصطدموا بانتشار فيروس كورونا المستجد، وهو ما مثل عقبة جديدة لهم لكنهم تمكنوا من تجاوزها بطريقة مبتكرة: «كان صعب أننا نعمل المشروع على أرض الواقع؛ بسبب الحظر، ولكن مكنش ينفع نخلي كورونا والحظر حجة لينا بل بالعكس، ممكن تكون فرصة أننا نعمل المشروع أونلاين وبشكل مختلف عن الموجود وينجح، وبفضل الله المشروع نجح بالفعل، ولاقى إعجاب كل اللي درس معانا»، وفقا لـ«عيد».

ظهرت عقبة أخرى أمام أصحاب المبادرة، بانفصال عدد من القائمين عليها، إذ قال «عيد»: «بدأنا المشروع أنا و3 من زملائي، وحققنا بعد فترة نجاح كبير، لكن بدأت تواجهنا مشاكل، وأغلبية اللي معايا لقوا إنهم حققوا أهدافهم، فقرروا إنهم يتركوا المشروع وأنا استمريت فيه وحدي وأصريت على إن أكمل لأن مكنش هدفي الوصول لهذا الحد، فكملت وحدي وحققت نجاح كبير بعد كده».

نسبة من الأرباح تُخصص لمستشفى 57357

منذ أن بدأ الطالب الأزهري في تنفيذ مشروعه تمنى أن يحقق ربحًا ليتبرع بجزء منه لدعم أطفال السرطان، وظلت أمنيته إلى أن حقق ربحًا في آخر دورة، فقرر أن يتبرع بنسبة 20% من أرباحه لـ مستشفى 57357، لمساعدتهم على تجاوز المرض وآلامه.

ووجه «عيد» رسالة لكل من يريد أن يحقق غايته المحددة، بأن الدراسة لا تعيق الأهداف: «رسالتي لكل شخص إن اللي عايز يعمل حاجة هيعملها، والدراسة مش مبرر على الكسل، وأنا بتعلم وفي نفس الوقت بعلم وده مش بيضرني في حاجة بل على العكس تمامًا، وهدفي الشخصي اللي بسعى إليه إن المؤسسة تكبر أكتر وأكتر وتحقق نجاح كبير».