| طلاب «عين شمس» يحققون أحلام الفقراء:تسقيف بيوت وتجهيز عرائس وسداد ديون

«نحلم باستئصال مشاكل الفقراء من جذورها، وألا يقف ربُ أسرةٍ عاجزًا أمام بناء سقفٍ يحمي أولاده من بردِ الشتاء أو حرارة الصيف، وأن يجد الأيتام مَنْ يجفف دموعهم أو يُخفف آلامهم كما يفعل الآباء».. هكذا عبَّر مجموعة من شباب كلية العلوم جامعة عين شمس عن الهدف وراء تكوينهم لفريق «احلم»، من خلال صفحة الفريق على «فيسبوك»، التي تحمل اسم «فريق احلم للأعمال الخيرية».

«التيم بدأ من 8 سنين بـ7 أفراد من ولاد وبنات كلية علوم، وكانوا بيجمعوا التبرعات من الأطباء ومن دائرة معارفهم، وهدفهم أنهم يساهموا في المجتمع.. كانوا أشخاص فاعلين جدا في الكلية، وكان هذا سبب دعم الدكاترة وثقتهم وحرصهم على التبرعات لصالح النشاط، كما أنهم حصلوا على تصريح من إدارة الجامعة لجمع التبرعات تحت اسم أسرة احلم بكلية العلوم»، هكذا قالت دنيا محمد، 24 سنة، ابنه مدينة العبور بمحافظة القليوبية، في حديثها لـ«»، والتي انضمت لفريق «احلم» وأصبحت عضوا به منذ 4 سنوات. 

السفر للقرى الأكثر فقرا وتغطية احتياجاتها بالكامل من أسقف منازل، وتجهيز عرائس، وسد ديون المتعثرين، وتوصيل المياه، وتوزيع الملابس والبطاطين، وتنظيم موائد الإفطار في رمضان.. والتي اُستبدلت بوجبات جاهزة في ظل جائحة كورونا، وذبح العجول وتوزيعها على الفقراء.. كلها أعمال خيرية وأنشطة يقوم بها الفريق، بالإضافة إلى حملات للتوعية ضد الأمراض المزمنة مثل السكر والضغط وأيضا أمراض سرطان الثدي لدى النساء، مُدعِمين هذه الحملات بأصدقاءٍ لهم من الكليات الطبية.

الوصول للقرى الأكثر احتياجا

«نزلنا قرية في أطفيح اسمها عرب الأشرفية.. دي كانت ظروف الناس فيها صعبة جدا والحمد لله دلوقتي نعتبر شبه غطيناها من الحاجات الأساسية.. وعملنا مشاريع صغيرة للأسر المُتعثرة هناك زي الأكشاك والجاموسة العُشر»، بحسب «دنيا»، مؤكدة أنهم لاقوا الترحيب من أهل القرية الذين وفروا لهم منزلا للإقامة به أثناء فترة تواجدهم، ودائما ما كانوا يستعينون بأشخاص من أهل القرية كـ«دليلٍ»، لضمان وصول الدعم لمستحقيه، كما تمكنوا أيضا من بناء مسجد ومصلى للسيدات.

لم يتوقف نشاط الفريق عند هذه الأعمال وإنما إمتد إلى توفير الأطراف الصناعية لذوي الإحتياحات الخاصة، وتوفير كميات من الدم مع الاحتفاظ بالمعلومات الكاملة عن كل متبرع: «كل سنة بننزل نعمل حملات للتبرع بالدم تابعة لمستشفى الدمرداش، ويرافق الحملة خلالها دكاترة وممرضات»، وفقا لـ«دنيا»، ولم تخفِ أن جائحة كورونا أثرت على حجم التبرعات.

الهيكل التنظيمي لفريق «احلم»

يتكون فريق «احلم» من 156 عضوا، بأعمار متفاوتة، وتسير كل أعماله وأنشطته من خلال هيكل إداري منظم ودقيق: «الفريق يتكون من (الرئيس ونائب الرئيس)، ودول بالانتخاب ويتغيروا كل 6 شهور علشان نجدد دم الفريق، وكمان لجنة الـ HR المسؤولة عن إجراء مقابلات للراغبين في الانضمام للفريق، والـ PR مهمتهم التنسيق مع الفرق الأخرى فى حالات النشاط المشترك، وهناك لجنة (القوافل) المسؤولة عن الوصول للقرى البعيدة، واللجنة (الأكاديمية) ومسؤوليتها تدريب الأعضاء الجدد وتدريب الفريق على حملات التوعية بشكل عام، ولجنة (المساعدات) المسؤولة عن متابعة الحلات البسيطة، ولجنة (حياة إنسان) المسؤولة عن بنك الدم، ولجنة (الإعلام) المسؤولة عن تغطية أنشطة الفريق بالصور وعن السوشيال ميديا عموما».

رأي الفريق في مبادرة «حياة كريمة»

«فرحنا جدا أول ما سمعنا عن مبادرة حياة كريمة وأنها ستوصل مياه، لأن الموضوع كان يستنفذ جزء كبير من ميزانية الفريق، وحاليا نقدر نستخدم الفلوس دي في حاجات تانية»، هكذا قالت «دنيا»، معتبرة أن الفريق يهدف للوصول إلى كل أنحاء الجمهورية؛ رغبة في سد احتياجات الفقراء وتلبية متطلباتهم، وذلك ما دعاهم لإطلاق اسم «وزارة الغلابة» كوصفٍ للفريق.