قبل ساعات قليلة فقط من إزالة أجهزة دعم حياة الطفل البريطاني ستريكين أرشي باترسبري، قدم والداه طلبًا في الساعة 10 صباحًا بتوقيت القاهرة – الساعة 11 صباحًا بالتوقيت المحلي في بريطانيا- إلى المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، بهدف إطالة حياة نجلهما: «لن نتخلى عن أرشي حتى النهاية».
وبحسب صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، طالب والدا «أرشي» أمس من قضاة المحكمة العليا، النظر في طلبهما بالحصول على إذن بالاستئناف مباشرة، على الرغم من أنّها نفس المحكمة التي رفضت سابقًا السماح لهما بالاستئناف، ومنذ ذلك الوقت أقام والدا أرشي وقفة احتجاجية بجانب سريره في مستشفى لندن الملكي في «وايت تشابل» طوال الليل، إذ كان يخطط الأطباء لإغلاق جهاز التنفس الصناعي في الساعة 11 من صباح اليوم بتوقيت بريطانيا.
طلب طاريء من أسرة «أرشي» لإنقاذ حياته
وعادت الأسرة مجددًا، لتقدم طلبًا طارئًا اليوم إلى المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان في ستراسبورج قبل الموعد النهائي من سحب أجهزة دعم الحياة الخاصة بالطفل «أرشي»، ويسعى المحامون من جانب آخر إلى المجادلة بعدم وقف العلاج كونه انتهاكًا لالتزامات المملكة المتحدة بموجب المادتين 10 و12 من اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، والمادة 6 من اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الأطفال، إلا أنّه لم يتضح بعد متى سيتم النظر في الطلب، وما إذا كان سيؤخر ذلك وفاته أم لا.
وقالت السيدة «دانس»، والدة «أرشي»: «نحن مرتاحون للغاية، وعلينا مواجهة كل قرار مع المستشفى، ونأمل الآن ونصلي أن تنظر المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان بشكل إيجابي في طلب تأخير إنهاء حياة أرشي، ولن نتخلى عنه حتى النهاية».
وأشارت والدة «أرشي»، إلى أن الأطباء في اليابان وتركيا عرضوا علاجه: «أنا أفكر الآن في خيارات لنقله خارج المملكة المتحدة»، خاصة بعد أن خسرت الأسرة أمس محاولة المحكمة العليا لمنع الأطباء من إزالته من جهاز التنفس الصناعي والعلاجات الدوائية التي أبقته على قيد الحياة لعدة أشهر.
إزالة دعم أجهزة الحياة إذا فشلت الأسرة في الاستئناف
ومن المقرر أن تتم إزالة أجهزة دعم الحياة الخاصة بصاحب الـ12 عامًا هذا الصباح، ما لم تتمكن عائلته من الاستئناف مرة أخرى أمام المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، بعد أن أمضت الليلة في وقفة احتجاجية بجانب سريره في محاولة للحفاظ على يقظته، حيث قالت شقيقة والدته، إنّهم أمضوا الليل في عزف موسيقاه وتشغيل برامجه التلفزيونية المفضلة.
وفي حال فشلت محاولات الأسرة، سيتم إفساح المجال لعائلة «أرشي» لتقول وداعًا لابنهم بجوار سريره، إلا أنّ هناك محاولات من جانب والدته، لنقل الطفل إلى إحدى دور الرعاية الهادئة، إذ تقول والدته: «سألنا بطريقة لطيفة للغاية، هل يمكننا نقل أرشي إلى دار رعاية المسنين؟»، وذلك حتى تتمكن الأسرة من توديع طفلها في بيئة أقل فوضوية إلا أنّ طلبها قوبل بالرفض.
وكان الطفل ستريكين أرشي باترسبري، عُثر عليه فاقدًا للوعي في غرفته بمدينة «ساوثيند» بمقاطعة إسيكس بشرق إنجلترا في 7 أبريل الماضي، بعد مشاركته في تحدي التعتيم على تطبيق تيك توك، إذ وجدته أسرته برباط فوق رأسه ليصاب بتلف في الدماغ ولم يستيقظ منذ ذلك الحين.