| طموحه أقوى من ظروفه.. «حامد» تحدى «الصنايع» وأصبح أستاذا جامعيا عبر الثانوية

الإصرار والتحدي دفعا الشاب الثلاثيني إلى مواجهة التحديات الصعبة من أجل تحقيق حلمه، وهو الالتحاق بالثانوية العامة، وذلك بعد أن التحق بالثانوي الصناعي، إذ يُكلل تعبه في النهاية بأنه أصبح أستاذا جامعيا، ليكون في النهاية نموذجا يقتدي به طلاب الثانوية العامة لمواجهة مشاعرهم المترددة والخوف من عدم تحقيق الحلم، مع اقتراب ماراثون الإمتحانات.

تحدي الصعوبات لتحقيق الحلم

في عام 2005، حصل الدكتور حامد فيزي، على مجموع يؤهله للالتحاق بالثانوية العامة وتحقيق حلمه، إلا أن الظروف المحيطة به منعته، لذلك التحق بالثانوية الصناعية رغبة منه في مساعدة والده، خاصة أنها لا تشترط الحضور، لكن ما شاهده خلال أسبوعين فقط من تصرفات بعض الطلاب الذي انزعج منهم، جعله يتحدى جميع الصعوبات من أجل حلمه.

«في يوم فضلت أفكر أنا ليه مبقاش زي إخواتي اللي في طب وتجارة ليه أكون أقل واحد فيهم وقررت أحارب كل الظروف عشان أدخل ثانوي وأحقق حلمي» حسب ما رواه «حامد»، خلال حديثه مع «»، موضحًا أن والده كان يعارضه منذ البداية، وحينما شاهد الإصرار يتخلل بعينيه أبى أن يكسر بخاطره وقال له «روح يا ولدى ربنا معاك ويوفقك». 

فرحة كبيرة سيطرت على ملامح «حامد»، حينما حصل على موافقة والده في الالتحاق بالثانوية العامة، «وعدت نفسي أمام الله بأني أكون مصدر فخراً لوالدي وأعوضه هذا الموقف وكنت بدعو ليل ونهار أن ربنا يطول في عمره عشان يشوف ابنه ويفتخر به»، وعلى مدار عامين من الجهد والمذاكرة دون الاعتماد على الدروس الخصوصية في الثانوية العامة، حقق مجموع 93.5%، لكن ذلك منعه من الالتحاق من كلية الإعلام جامعة القاهرة.

«حامد» يحقق حلمه ويصبح دكتور جامعي

«ليس المهم أن تدخل كلية قمة.. لكن الأهم أن تكون قمة فى الكلية التى تدخلها» كان هذا الشعار الذي رفعه «فيزي» لتحقيق حلمه، إلا أنه التحق بكلية الآداب جامعة سوهاج، «لما روحت قدمت خدت والدي معايا وشوفت الفرحة في عنيه وأقسمت أني أخليه يفتخر بيا طول عمره» حسب تعبيره، وعلى مدار الـ4 سنوات الكلية، كان «حامد» الأول على دفعته بامتياز، واستلم عمله معيدًا بقسم الإعلام في عام 2015.

لم يكتف الدكتور حامد فيزي بهذا الحد، بل بدأ في الدراسة للحصول على الماجستير والدكتوراه في مجال الإعلام سواء أكاديمي أو مهني، فضلا عن العديد من الدورات التدريبية، والحصول على دبلومات وماجستير في مختلف المجالات، «تحديت نفسى بأني لازم أبقى حاجة كبيرة فى المجتمع يفتخر به الجميع وتحديداً والدي» وفق ما رواه.

نصائح لطلاب الثانوية العامة

«كنت دايما بسعى أكون نموذج يحتذى به فى الكفاح والنجاح، وأصنع لنفسي مجداً مشرفاً بعد بدايتي من نقطة الصفر وعشت ظروفاً قهرية صعبة كانت تمنع تحقيق حلمي» هكذا عبر «حامد»، موضحًا أنه لابد على طالب الثانوية العامة أن يمتلك إرادة وعزيمة قوية حتى يحقق ما يتمناه، ولا يستسلم للأمر الواقع.