| طموح «رغدة» على «عجلة».. 12 ساعة دليفري وتوصيل الطلبات بـ5 جنيهات

دراجة كلاسيكية بسيطة مزينة بزخارف رمضانية، تجوب بها فتاة عشرينية شوارع دمياط 12 ساعة يوميًا، والخوذة على رأسها، ابتسامتها تجمل وجهها وهي تستقبل طلبات الزبائن، بعضهم يطلب منها أشياء معينة من المحلات، وآخرون يرسلونها لتجلب لهم طلباتهم من خارج «الكمباوند» التي تقطن داخله، وتأخذ 10 جنيهات على الطلب الواحد، أما إن كان «الأوردر» من الداخل، فنصيبها 5 جنيهات فقط.

10 سنوات عمل بالأماكن المختلفة، قضتها «رغدة»، 26 عامًا، تتنقل من «شغلانة» للثانية لأسباب مختلفة، فقبل أن تنتقل من المرحلة الإعدادية، عملت بمجال الفنادق، ثم بشركة فلاتر، وبعيادة طبيب أسنان، وفي مشغل حياكة، ومساعد شيف، وداخل محل للنظارات، بالإضافة لعملها بإحدى المكتبات، تتحمل كافة السلبيات التي تتلقاها من بعض الموجودين في الشوارع، بحكم أنها أنثى رفضت الجلوس بالبيت متطلعة لمستقبل أفضل، يغير حياتها تمامًا بعد سنوات الشقاء والمعافرة.

«معايا دبلوم زراعة وكملت معهد سياحة وفنادق سنتين، وعشت مع والدتي وأخواتي التلاتة وكنت أنا الصغيرة فيهم، بدايتي في الشغل لما حبيت أساعد والدتي في مجال الفنادق، وبعدها روحت من شغلانة للتانية، ومش فاكرة عددهم لدرجة أنهم ممكن يوصلوا لـ 15 شغلانة».. هذا ما روته «رغدة» خلال حديثها لـ«». 

من الإحساس بالفشل إلى الطموح

كان محل النظارات هو المحطة الأخيرة في العمل العام لـ«رغدة»، وتركته لأسباب رفضت الإفصاح عنها، وقتها كانت لديها دراجتها الخاصة التي تتخذها كوسيلة مواصلات، وقررت عدم العمل عند أحد نهائيًا، واستثمرت «العجلة» لتعمل عليها «دليفري»، مضيفة: «وأنا في الكمباوند كنت بعاني من وسائل المواصلات، ومبلغ مني على مبلغ من والدي اشتريت العجلة، ولما سبت الشغل أحبطت جدًا وحسيت بالفشل، ولكن والدتي دعمتني ووقفت جنبي وقالتلي إني مش فاشلة، وجت في دماغي فكرة الشغل على العجلة».

شروط «رغدة» في العمل

وضعت «رغدة» شروط معينة لاستقبال الطلبات، وهي أنها لا تتعامل إلا مع السيدات فقط، حرصًا على عدم تعرضها لموقف يؤذيها، مثل الذي كان يحدث في بعض الأعمال السابقة، مؤكدة أنها استخدمت مواقع التواصل الاجتماعي مثل «تليجرام وفيسبوك»، للترويج لنفسها: «في البداية الإقبال كان كويس أوي والموضوع الحمدلله مشي، وبقى عندي زباين بصفة مستمرة، وممكن الشغل ما يمشيش في يوم، ويوم تاني ممكن أعمل 15 أوردر، ومبسوطة إني بتعب وربنا مش هيضيع تعبي على الفاضي، وأكيد ربنا شايلي حاجة كويسة فيما بعد».