اقترب عمره من 80 عاما، ولكنه أصر على مواصلة طريقه العلمي ليضرب مثالًا في الكفاح والإصرار، فلا يعرف عن الإحباط شيئا، إذ يضع نصب عينيه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن قامَتِ السَّاعةُ وبِيَدِ أحدِكم فَسِيلةٌ فإنِ استطاع ألَّا تقومَ حتَّى يغرِسَها، فليفعَل»، ورغم أن الدكتور صبري عبدالمجيد خريج كلية الهندسة، لكنه حصل على الدكتوراه في علوم القرآن، لا يزال يواصل عطاءه في تحفيظ القرآن الكريم الذي حفظه منذ 40 سنة.
مسيرة علمية حافلة بالإنجازات حققها الدكتور صبري الذي ولد في عصر الملك فاروق، على مدار سنوات عمره التي تقارب الـ80، بداية من الثانوية العامة التي حقق فيها نتائج رفيعة وحتى دراساته العليا في الهندسة، ويروي لـ«»: «التحقت بالثانوية العامة القسم العلمي بسبب إني كنت متفوق في الرياضيات والكيمياء، عندما أنهيت الثانوية التحقت بكلية الهندسة قسم التعدين بجامعة أسيوط وكان يومها هندسة بتاخد من مجموع أعلى من مجوع طب».
«الدكتور صبري» من الهندسة لعلوم القرآن
لم يشبع «صبري» بالحصول على البكالوريوس هندسة التعدين، بل قرر أن يستزيد، قائلا: «أخدت البكالوريوس وتخرجت من الكلية سنة 1969، ثم أخدت الماجستير والدكتوراة من نفس الكلية، واشتغلت بعد التخرج في مشروع التخطيط الإقليمي بأسوان لغاية ما طلعت على المعاش».
الماجستير والدكتوراة من كلية الهندسة لم يكونا كل أمال الدكتور صبري، فاعتبر التحاقه بكلية الهندسة وعمله في نفس المجال مجرد وظيفة تعينه على تكاليف الحياة وتحقيق أهدافة التي يحلم بها منذ صغر سنه، أما شغفه الأول فهو علوم الدين وخصوصا القرآن الكريم الذي حفظه عن ظهر قلب في سن الـ40، ولم يكتف بحفظه بل التحق بكلية الدراست الإسلامية بالأزهر الشريف ليحقق من خلالها رسالته التي جاء إلى الدنيا من أجلها بحسب ما يعتقد.
كلية الدراسات الإسلامية ليست نهاية مشوار «الدكتور صبري»، فبعد أن تخرج في تلك الكلية خاض طريق دراساتها العليا وحصل على دبلوم من كلية أصول الدين والدعوة بجامعة الأزهر، وأتبعها بـ«ماجستير في التفسير وعلوم القرآن» عام 2012، ثم ختم سلمه العلمي بحصوله على الدكتوراه في موضوع نادر في قسم التفسير وعلوم القرآن بالأزهر الشريف بعنوان: «حديث القرآن، عن كنوز الأرض» وما زال يكمل ما تبقى من حياته في تحفيظ القرآن الكريم بمحافظة أسوان التي ولد ويعش فيها.
«الدكتور صبري» يوجه رسالة للشباب وطلاب العلم
رسالة مهمة يجهزها الدكتور صبري لكل طلاب العلم، بعد مسيرة طويلة أفنى فيها حياته طلبا للعلم، موضحا:«حابب أوجه رسالة لكل الشباب وهي أن تعلقي بالقرآن كان سبب لكل ما توصلت إليه خلال حياتي، وبه يُسر لي كل أمر عسير»