| «طه» يبتكر أشغالا يدوية للأطفال تنافس ألعابهم الإلكترونية: «بتنور العقل»

فى محاولة من أجل شغل الأطفال في الإجازة الصيفية، بدلا من تعلقهم الدائم باللعب بالهواتف الذكية، والقلق من مضاعفات الإفراط في العزلة أمام الكمبيوتر لفترات طويلة، فكر مؤسس ورشة «نورين كرافتس»، في تعليم الأطفال وإكسابهم مهارات التصنيع، وجعلهم منتجين لتفجير الطاقات الإبداعية، وإعادة توازن الحياة الاجتماعية لهم.

صناعة أكبر كارت معايدة

راودت فكرة تعليم الأطفال للمشغولات اليدوية ذهن «محمد طه»، البالغ من العمر 37 عاما، في يوم كان لديه مناسبة عائلية، واحتاج إلى كارت معايدة ولسوء الحظ كانت المحلات مغلقة، فقرر أن يجلس في أحد الكافيهات ويصنعه بنفسه، ومن المصادفة وجود بعض الأطفال في المكان ذاته، فجلسوا معه وصنعوا الكارت، وهنا لاحظ شغف الأطفال بالابتكار.

ورش في الكافيهات والمطاعم

في البداية كان محمد طه يقيم الورش في الكافيهات والمطاعم المفتوحة بأماكن مختلفة كل مرة؛ حتى لا يشعر الأطفال بالملل والاكتئاب، لكن لم يستمر هذا كثيرا، وحتى العام الماضي صار الاجتماع الدائم بمقر الورشة الواقع في شارع المشاية بمحافظة الدقهلية.

صنعوا أكثر من 300 قطعة مختلفة منها كروت عيد الميلاد، وعلب الهدايا والأقنعة التنكرية في الحفلات، إضافة إلى ساعات حائط ومقلمة للمكتب وألبومات صور ومراية سحرية الطفل بيشوف فيها مستقبله بخدعة معينة: «الانشغال بالأعمال اليدوية يشغل الطفل عن الانحراف والاتجاه إلى السلوك العدائي، ويجعله يتبنى تفكيرا إيجابيا»، وفقا لما قاله «طه» في تصريحات لـ«».

رحلة ترفيهية للأطفال نهاية كل شهر

وبنهاية كل شهر ينظم الشاب الثلاثيني رحلة ترفيهية للأطفال في مدينه الملاهي، ويلعبوا لعبة البحث عن الكنز، وتكون عبارة عن أفضل عمل من صنعتهم، والفائز من الفريق يحصل عليها، هذا بخلاف المسابقات الحركية والثقافية التي تنظم كل فترة للأطفال، والهدايا للمتفوقين فيها.

ولاقت ورشة التعليم اليدوي طلبا واسعا من أهالي مدينة المنصورة، على مدار العامين الماضيين للأطفال من 6 سنوات إلى 13 سنة؛ إذ يتركوا أولادهم لمدة ساعتين أو 3 في اليوم، ليتبادلوا في هذا الوقت الابتكارات، بعيدا عن التكنولوجيا.

امنيات كثيرة تدور بخاطر محمد طه، في مقدمتها أن تنتشر ورشته في جميع محافظات مصر كورش متنقلة، وإضافة الأشغال اليدوية كمادة أساسية في المناهج التعليمية، وتستمر حتى دخول الجامعة: «في الدول الأوروبية بيعلموا الأطفال على منهج تعليمي منظم»، موضحا: «فى بعض الدول كالصين وتايلند وأمريكا يمكن استغلال الأشغال اليدوية للحصول على دخل إضافي، كما أن فكرة ابتكار هذه المصنوعات توفر الكثير حين نود تقديم هدية فنصنعها بأنفسنا، فتوفر لنا ماديًا، وفي الوقت ذاته هي عملية لإعادة التصنيع تحافظ على البيئة».