منذ أن كان «أحمد» فى بداية حياته سلك طريق الفن والإبداع، وشارك فى عدة معارض محلية ودولية، ووضع لمساته الفنية على عديد من الأعمال الدعائية لشركات خاصة متعددة، ما زاد من خبرته وكفاءته فى مجاله، معتمداً على التعليم الذاتى.
يحكى أحمد محروس، 36 عاماً، القاطن فى مدينة الفيوم، عن علاقته بالفنون: «أنا من زمان بحب النحت والرسم وليا أعمال فنية كتيرة، وفيه إيفنتات كبيرة بتتعمل وبينطلب منى أعمل لها تصميمات، والتمثال الأخير كان لإيفينت فى كومباوند جديد بالتجمع الخامس».
يشرد «أحمد» بفكره قليلاً، ويتذكر معاناته فى عمله الشاق، الذى تحول لتحفة فنية خاطفة للأنظار، فيروى لـ«»: «التمثال كبير جداً، طوله 6 أمتار، وعرضه 7 أمتار، الراس لوحدها حوالى نص طن، واترفعت بالكلارك، وطبعاً قسمناها نصين ولحمناها وإحنا جايين نركّبها على الجسم، إحنا كنا متفقين إنه يخلص ويتسلم فى 60 يوم، بعدين رجعوا قالوا لى الحفلة اتقدمت شوية، وتسلموه منى خلال 35 يوم من الاتفاق».
عندما تم عرض الفكرة على الشاب الثلاثينى، قابلها بالرفض، ظناً منه أنها مسئولية كبيرة وتجربة شاقة: «بصراحة رفضته كذا مرة، لحد ما أصروا إنى أعمله، كنت خايف بعد التعب دا كله آجى أركّب الراس يطلع الشكل كله معوق، فلما اتركب كله ورجعت لورا كام خطوة أبص على شكله طلع حلو جداً».
من دواعى إقدام «أحمد» على هذه التجربة الشاقة رغم رفضه التام لها، هو ابنه «يوسف» صاحب الخمس سنوات: «قال لى ليه مش عايز تعمل التمثال، قلت له لأنه عايز شغل كتير وهيتعبنا، فقال لى لا اعمله وأنا هقف معاك، فضحكت من كلامه، وقررت أعمله عشان أحسسه إنه له تأثير عليا».
بات «أحمد» يتتبع عمله الفنى «التمثال» الذى أتقن صنعه، يوماً بعد يوم، فلاحظ اهتمام مسئولى «الكومباوند» بمظهره: «طبعاً التمثال دلوقتى شكله مبهج جداً، هناك حطوا له كماليات وشجر، ومخليين عينه بتفتح وتغمض بالبروجيكتور».