فصل الشتاء – أرشيفية
حذر العلماء من تعرض نصف الكرة الشمالي إلى أقوى شتاء منذ ما يقرب عقد من الزمن بسبب ظاهرة «النينيو» التي تزداد حدتها خلال الشتاء المقبل، وستؤدي إلى تقلبات شديدة، وأمطار عاصفة وفيضانات شديدة في بعض المناطق.
ظاهرة النينيو تهدد بشتاء قارس
بحسب أحدث تقرير شهري للإدارة ية للمحيطات والغلاف الجوي NOAA، هناك احتمال أن تنافس ظاهرة النينيو الأحداث الكبرى السابقة، بما في ذلك الرقم القياسي القوي لظاهرة النينيو في 1997-1998 و2015-2016، إذ يشير التقرير إلى أنّ هناك احتمال بنسبة 35% أن يصبح هذا الحدث قويًا تاريخيًا (> 2.0 درجة مئوية)، لموسمي نوفمبر ويناير.
وإذا تجاوز مؤشر النينيو 2.2 درجة مئوية، وهو ما تتوقعه بعض النماذج (بما في ذلك مؤشر المكتب)، فإن هذا من شأنه أن يرسل ترتيب ظاهرة النينيو هذا العام، إلى أقوى ثلاث مؤشرات لظاهرة النينيو منذ عام 1950.
تصنف أحداث النينيو باستخدام مقياس يسمى مؤشر النينيو 3.4، وهو مقياس لمتوسط درجات حرارة سطح البحر في منطقة محددة في المحيط الهادئ الاستوائي، إذا كان من المتوقع أن يكون مؤشر النينيو أكبر من درجتين مئويتين (1.12 درجة فهرنهايت) فوق المتوسط، فسيتم تصنيفه على أنه «سوبر نينيو».
وبحسب المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، فإنّه من المرجح أن تزيد ظاهرة النينيو من احتمال تساقط المزيد من الثلوج، وربما بعض درجات الحرارة الباردة الأكثر قسوة، إذ يظهر تأثير ظاهرة النينيو في توقعات الشتاء الجديدة طويلة المدى التي أصدرها مركز التنبؤ المناخي يوم الخميس، فتُظهر الخرائط أنّ حوالي نصف البلاد، من كاليفورنيا عبر السهول العليا، عبر الغرب الأوسط وحتى الشمال الشرقي، تتعرض لدرجات حرارة أعلى من المتوسط بين ديسمبر وفبراير.
وكما هو متوقع في عام ظاهرة النينيو، فإن الولايات الجنوبية في أمريكا، هي التي من المرجح أن تتعرض للأمطار، ولدى دول الخليج فرص كبيرة بشكل خاص تتراوح بين 60% إلى 70% لفصل الشتاء الممطر.
ووفقا لمنظمة الأرصاد العالمية، ترتبط ظاهرة النينيو أيضًا بظروف أكثر رطوبة في بعض أنحاء العالم. وتوقعت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية هطول مزيد من الأمطار خلال الأشهر الثلاثة المقبلة في أجزاء من القرن الأفريقي وأمريكا الجنوبية ووسط وشرق آسيا، إذ وقال الأمين العام للمنظمة: «سوف تتفاقم الظواهر المتطرفة مثل موجات الحر والجفاف وحرائق الغابات والأمطار الغزيرة والفيضانات في بعض المناطق، وستكون لها تأثيرات كبيرة».
واستنادًا إلى المتوسط الحالي لنماذج توقعات ENSO، من المتوقع حدوث ظاهرة النينيو بشكل قوي نسبيًا هذا الشتاء، مع وصول شذوذات ONI وNino 3.4 إلى ذروتها عند حوالي 2.0 درجة مئوية.
تأثير ظاهرة النينيو العالمية
إلى جانب ظاهرة النينيو، هناك أيضًا تفاعل مع التيارات النفاثة، وفقًا لتقارير «أكسيوس» وهي تيارات هوائية سريعة الحركة تدور فوق الأرض وتكون أقوى في الشتاء، عندما تكون اختلافات درجة حرارة الهواء في أقصى حالاتها.
ويمتد تأثير ظاهرة النينيو لتشمل الساحل الغربي للأمريكتين واليابان وأستراليا ونيوزيلندا، كما يمكن أن تشهد إندونيسيا وأستراليا طقسًا أكثر حرارة وجفافًا مع زيادة خطر حرائق الغابات، وبينما قد تشهد الهند وجنوب أفريقيا كميات أقل من الأمطار، فإن شرق أفريقيا قد تشهد زيادة في الأمطار، مما يؤدي إلى الفيضانات، سيكون الشتاء في شمال أوروبا أكثر برودة وجفافًا، بينما سيكون الشتاء في الجنوب أكثر رطوبة.
وحذرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة، من أن تأثير ظاهرة النينيو يمكن أن يهدد مرة أخرى الأرواح والإمدادات الغذائية في بعض المناطق، كما ذكرت صحيفة «الجارديان» البريطانية، بالإضافة إلى خطر زيادة نشاط الأعاصير في المحيط الهادئ، ما يجعل الأعاصير المدارية أكثر عرضة لضرب الدول الجزرية مثل هاواي.