| ظاهرة «النينيو» تقتل 120 شخصا في فيضانات كينيا.. ماذا يخبئ لنا الشتاء؟

ظاهرة تعتبر من أخطر الظواهر الجوية، تعرف باسم «النينيو» وتؤثر على حركة الغلاف الجوي بدءًا من المنطقة الاستوائية فوق المحيط الهادي، ثم تنتقل هذه التغيرات حتى تصل إلى القوالب الجوية الكبيرة، ويُلاحظ انعكاس ذلك على الظواهر الجوية في مختلف مناطق العالم، متمثلة في حدوث الفيضانات وموجات الجفاف والحر والبرد، وهو ما يُمهد الطريق لنشهد أقوى شتاء منذ 10 سنوات.

فيضانات كينيا تخلف أكثر من 120 قتيلًا

وتسببت ظاهرة النينيو التي جرى تصنيفها هذا العام على أنّها «سوبر نينيو»، في فيضانات مدمرة في كينيا، خلَّفت أكثر من 120 قتيلًا، إذ عادة ما يكون أكتوبر وديسمبر موسم الأمطار بالنسبة لكينيا، إلا أنّه قد تفاقمت الأمطار هذه المرة بسبب ظاهرة النينيو، ما أدى إلى فيضانات مدمرة بحسب مجلة «business insider».

وأفادت «رويترز» بأن الفيضانات اجتاحت المنازل بينما حذرت السلطات من استمرار هطول الأمطار الغزيرة حتى يناير، وذكرت وكالة «أسوشيتد برس» أنه من المتوقع أيضًا أن يعاني السكان من انقطاع التيار الكهربائي لفترة طويلة.

وقد أعطى المتنبئون في الإدارة ية للمحيطات والغلاف الجوي فرصة بنسبة تزيد عن 55% لحدوث ظاهرة النينيو القوية هذا الشتاء، وتبلغ الاحتمالات 35% أن تكون ظاهرة النينيو هي الأقوى في التاريخ مثل تلك التي حدثت في الفترة من 2015 إلى 2016، ومن 1997 إلى 1998، وتبلغ الاحتمالات 62% أن تستمر ظاهرة النينيو حتى ربيع عام 2024.

وكلما كانت ظاهرة النينيو أقوى، كلما زادت احتمالات حدوث الفيضانات والجفاف وغيرها من العواقب المناخية الإقليمية، وهو ما يزيد الاحتمالات بنسبة 60% أن تؤدي ظاهرة النينيو إلى هطول الأمطار الغزيرة، وتعيق النمو الاقتصادي بشكل كبير بسبب حالات الجفاف المرتبطة بالظاهرة في مناطق غرب المحيط الهادئ، والفيضانات في مناطق شرق المحيط الهادئ، والنقص الحاد في الغذاء والأعاصير في بلدان جزر المحيط الهادئ.

«النينيو» تعيق الاقتصاد العالمي وتدمر البنية التحتية

وعلى الرغم من أنّ أنماط ظاهرة النينيو تميل إلى إعاقة الاقتصاد العالمي، فإنها قد تكون مكلفة أيضا بالنسبة للاقتصادات المحلية والإقليمية، فقد أدت أنماط ظاهرة النينيو في الفترة من 1982 إلى 1983 ومن 1997 إلى 1998 إلى خسائر تقدر بأكثر من 1.4 مليار دولار بسبب الفيضانات.

ومن المتوقع ألا يقف تأثير ظاهرة النينيو على الأراضي والبنية التحتية فحسب، بل إنها ترتبط أيضا بتفشي الأمراض، فقد شهدت جنوب شرق آسيا وتنزانيا وغرب الولايات المتحدة والبرازيل تفشي أمراض مرتبطة بظاهرة النينيو في الفترة من 2015 إلى 2016، وشملت هذه الفاشيات الطاعون في كولورادو ونيو مكسيكو، والكوليرا في تنزانيا، وحمى الضنك في البرازيل.

ويمكن للظروف المناخية القاسية، مثل الفيضانات المرتبطة بالعواصف الشديدة والكوارث الطبيعية مثل الأعاصير أو الزلازل، أن تعطل شبكات المياه، ما يعرض مياه الشرب إلى تلوثها بمياه الصرف الصحي وغيرها من النفايات السائلة، وبالتالي زيادة خطر نشاط الكوليرا.