تتجه أنظار المصريين والسياح من مختلف دول العالم، نحو مدينة أسوان، لمشاهدة ظاهرة تعامد الشمس على قدس الأقداس، تلك المعجزة التي استمرت 33 قرنا من الزمان، إذ أنه مع شروق شمس يوم 22 أكتوبر، تبدأ الظاهرة التي تستمر لمدة ما بين 20 و 25 دقيقة.
ظاهرة تعامد الشمس
يشهد معبد أبو سمبل، ظاهرة تعامد الشمس على وجه قدس الأقداس رمسيس الثاني، في مشهد بديع، حيث يتجمع الزوار منذ الساعات الأولى من صباح اليوم لرؤية هذه الظاهرة الفلكية الفريدة التي ينتظرها الملايين حول العالم لمشاهدة إعجاز القدماء المصريين في الحسابات والفلك.
موعد ظاهرة تعامد الشمس
تحدث ظاهرة تعامد الشمس مرتين في السنة، وذلك أيام 22 فبراير و 22 أكتوبر، وتستمر الظاهرة 20 دقيقة فقط وفقا لما ذكره الدكتور بسام الشماع المؤرخ والمتخصص في علم المصريات في تصريحات خاصة لـ«».
وأشار «الشماع» إلى أن معبد أبو سمبل يضم 4 تماثيل في قدس الأقداس، من اليمين نجد تمثال «رع حور أختي» وهو عبارة عن جسم إنسان ورأس صقر، وبجانبه تمثال رمسيس الثاني يرتدي تاجًا «خبرش» وهو تاج النزال العسكري الذي كان يرتديه الملك أثناء الحروب، وجانبهما تمثال على رأسه ريشتان يُعرف بـ«آمون رع»، أما التمثال الرابع فهو رجل مكسور الرأس وهو المعبود «بتاح».
«أثناء عملية تعامد الشمس بنلاقي رمسيس التاني بينور ورع حور أختي بينور وآمون رع بينور، لكن بتاح مبينورش وده مش دليل إنّ الظاهرة مش ناجحة، ولكن المعبود ده كان من ضمن صفاته وألقابه أنّ له علاقة بالظلام»، بهذه الكلمات وصف «الشماع» كيفية حدوث ظاهرة تعامد الشمس، موضحًا أن تعامد الشمس على وجه رمسيس الثاني لم يكن على أساس ديني فقط، وإنما ترتبط بالتماثيل الثلاثة الموجودة بجانبهما، إذ يُلاحظ أنّ أكتاف التماثيل الأربعة جميعها في مستوى واحد.
تستند ظاهرة تعامد الشمس إلى حقيقة علمية اكتشفها الفراعنة، حيث يحدث شروق الشمس من نقطة الشرق وغروبها من نقطة الغرب تمامًا في يوم 21 من شهر مارس، وفقا لما ذكرته الباحثة الأثرية يسرا محمد، في تصريحات سابقة لـ«»، إذ تم اختيار الفراعنة تعامد الشمس مرتين في العام وذلك لأن نقطة تعامد الشمس تبعد عن نقطتي مسارها زمنًا قدره 4 أشهر، وتم اختيار يوم 22 أكتوبر بسبب احتفال الملك رمسيس الثاني بعيد ميلاده، واختيار يوم 22 فبراير بسبب جلوسه على العرش.
اكتشاف ظاهرة تعامد الشمس
في عام 1874 تم اكتشاف ظاهرة تعامد الشمس، عندما رصدت الكاتبة البريطانية إميليا إدوارد والفريق المرافق لها، هذه الظاهرة وقد سجلتها في كتابها المنشور عام 1899 بعنوان «ألف ميل فوق النيل»، وفقا لما ذكره موقع «سكاي نيوز عربية»، إذ جاء فيه: «تصبح تماثيل قدس الأقداس ذات تأثير كبير وتحاط بهالة جميلة من الهيبة والوقار عند شروق الشمس وسقوط أشعتها عليها».