تشهد سماء العربي ومصر، الليلة، ظاهرة فلكية نادرة تُرى بالعين المجردة، وهي اقتران القمر بكوكب المشترى، وذلك بعد غروب الشمس، وحتى منتصف الليل، والأهم أنه يمكن لمن يملك منظارا أو تلسكوبا صغيرا أن يرى تضاريس سطح القمر.
تفاصيل الظاهرة الفلكية
وبحسب ما ذكرته الجمعية الفلكية بجدة، عبر حسابها الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، فإن القمر سيكون في طور التربيع الأول، حيث يظهر نصف وجه القمر مضاءً، ونصفه الآخر مظلما، وهو الوقت المثالي لرصد تضاريس سطحه بواسطة المنظار أو تلسكوب صغير، وذلك لأن الجبال والفوهات وغيرها تكون واضحة، خاصة على طول الخط الذي يفصل بين الجانب النهاري والجانب الليلي، نظرا لتداخل الضوء والظلال، مما يعطي منظرا ثلاثي الأبعاد.
وكوكب المشتري، هو ثانِ ألمع الأجسام في سماء المساء خلال شهر نوفمبر بعد كوكب الزهرة الأكثر إشراقًا.
الظاهرة تأتي بعد الاقتران الكبير بعام
ولا يزال كوكب المشتري بالقرب من زحل في السماء، بعد عام تقريبًا من اقترانهما الكبير في أواخر عام 2020.
وسيظهر الكوكب للراصد بالعين المجردة، نقطة بيضاء ساطعة، وعند رصده من خلال المنظار أو تلسكوب صغير سيُشاهَد قرص الكوكب وحوله أقماره الأربعة الكبيرة التي تعرف بإسم «أقمار جاليلو»، وهي: «غانميد، كاليستو، يوروبا، أيوا»، حيث تظهر نقاطا ضوئية صغيرة قرب المشترى.
ملك الكواكب
ويُطلق على كوكب المشترى، اسم ملك الكواكب، لأنه أكبر كوكب في نظامنا الشمسي، وهو الثاني بعد كوكب الزهرة من حيث السطوع بين الكواكب، وبين النجوم في سماء نوفمبر، وخلال هذا الشهر يظهر كوكب المشترى أمام النجوم شرق الجدي.
وبالنسبة للأشخاص الذين يتمتعون ببصر جيد، الذين يتواجدون في موقع مظلم بعيدًا عن أضواء المدينة، فيمكنهم البحث أسفل كوكب المشترى مباشرةً عن نجمين خافتين، أولهما: ذنب الجدي، المعروف أيضًا باسم دلتا كابركورني، والثاني سعد ناشرة، المعروف أيضًا باسم جاما كابريكورني، ولن يواجه مستخدمو المنظار أي مشكلة في رؤيتهما، وطوال شهر نوفمبر، يتحرك المشترى باتجاه الشرق كل ليلة، تاركًا هذين النجمين خلفه مع اقتراب شهر ديسمبر.
وخلال ساعات الليل، تنتقل هذه الأجسام جميعا ظاهريا نحو الغرب نتيجة دوران الأرض حول محورها، ولكن الحركة الحقيقية للقمر هي نحو الشرق بالنسبة للنجوم.
وبمراقبة موقع القمر في الوقت نفسه كل يوم، يُلاحظ أن حركته تكون نحو الشرق بالنسبة للنجوم والكواكب في دائرة البروج، لذلك في اليوم التالي سيُلاحظ أن القمر قد أبتعد عن المشترى مندفعا نحو الشرق، وهي حركته الطبيعية في مدارة حول الأرض.