| عائد من ووهان.. الشيف «مايكل» يقدم أطباقا صحية على طريقة مطبخ الصين

عام تبدلت فيه الأحلام وتغيرت معه ملامح خطط كان أصحابها قد بلغوا بها عنان السماء واستفاقوا على واقع مغاير أجبرهم على إرجاء كل شيء، لكن من رحم المعاناة دائما يولد الأمل، أشهر الحظر التي كبلت الجميع وأجبرت الملايين على المكوث في منازلهم خلال الموجة الأولى من جائحة فيروس كورونا في مصر كانت درجة سُلم صعد به مايكل جرجس إلى أعلى ونقل حرفته إلى بلده الأم فور عودته من معقل الوباء بالصين.

مايكل وأطباق إيطالية على الطريقة الصينية

طيلة سنوات عمله بمدينة ووهان الصينية، التي انتقل إليها عام 2017، لم يترك وسيلة علم جديدة إلا وطرق بابها بحثا عن معلومات جديدة يثري بها حصيلة خبرته العملية في مجال الطهي، قاده شغفه إلى الإبداع في إعداد أصناف جديدة بالمطبخ الإيطالي رغم اختلاف أصنافه مع طبيعة المطبخ الصيني الذي لا يهوى الأجبان كثيرا، إلا أنه نجح في تقديم الأطباق الإيطالية الشهيرة بصبغة صينية جيدة.

«الأكل عجب الزباين ويوم ورا التاني المحل بتاعي في ووهان اتعرف والزباين زادت عليه»، يتحدث الشيف المصري العائد من ووهان الصينية مايكل جرجس لـ«» عن رحلته من الصين إلى مصر بفعل الجائحة في مطلع عام 2020.

ماستر شيف في العشرينات وحديث الإعلام الصيني

حين كان في عمر الخامسة والعشرين تقريبا استطاع الشيف المصري أن يأثر قلوب زبائنه من الصين، ونال درجة «ماستر شيف»، وأصبح حديث الإعلام الصيني بكفاءته وحرفيته وإبداعه في تقديم أطباق رائعة بشكل عصري وجذاب: «في عيد ميلاد المحل بتاعي كنت بقدم وجبات شرقية لشعب الصين، شوربة عدس وبامية باللحمة والسلطة الخضرا بتاعتنا» وهي أصناف نالت استحسان الزبائن ما زاد من شهرته وذاع صيته هناك في ووهان الصينية.

العودة إلى مصر من ووهان بسبب جائحة كورونا

النظام الغذائي الصحي هو أساس المطبخ الصيني وأساس إعداد الأطعمة فيه، أجاد «مايكل» تحديد مقادير وصفاته بالجرام، خلال السنوات التي قضاها في مدينة ووهان، حتى إذا ظهر وباء كورونا وانتشر هناك عاد إلى مصر ضمن الجاليات العائدة وقت الإجلاء، واستقر في محافظته الإسكندرية: «بسبب كورونا رجعت مصر وصفيت محلي في الصين هناك، واشتغلت هنا ومازلت محافظ على تقديم الأطباق بالمقادير المتوازنة حسب النظام الصحي اللي اتعودت عليه هناك»، بحسب تعبيره.

«محتاجين نغير ثقافة الزبون المصري عشان يتقبل الأطباق الصحية اللي بيتم إعدادها بالمقادير المتساوية بين العناصر الغذائية المهمة»، بحسب وصف الشيف المصري العائد من ووهان؛ إذ يسعى من خلال أطباقه إلى تحقيق المعادلة الصعبة، وهي الجمع بين المذاق الشهي والقيمة الغذائية معا.