| «عابر للحدود».. سلالات كورونا ظهرت في الصين وتطورت حتى وصلت فيتنام

في السابع عشر من نوفمبر عام 2019، استيقظ العالم على كارثة وباء جديد إذ ظهرت أول حالات إصابة بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) في مدينة ووهان الصينية، حيث أبلغت السلطات عن وجود أول حالة إصابة بالفيروس في العالم، ليثير الفيروس الرعب في نفوس المواطنين بدول العالم أجمع، التي سارعت باتخاذ إجراءات احترازية، لكن الفيروس الذي لا يعرف حدوداً أصبح عابراً للحدود وانتقل لكافة دول العالم آخرها فيتنام، وتحورت سلالاته وأعراضه واختلفت من دولة لأخرى.

ووفق ما ذكرته منظمة الصحة العالمية ووسائل الإعلام الصينية، فإن الفيروس بدأ في مدينة ووهان، وانتشر بها حتى أن السلطات الصينية شيدت أكبر مستشفى في العالم لعلاج المصابين بفيروس كورونا في 10 أيام فقط، وفي يناير عام 2020، بدأ علماء الصين في الدراسات والأبحاث، محاولين التوصل لأسباب انتشار الفيروس، إلى أن توصلوا للقاح في شهر مارس من نفس العام، حيث جرى تجربة لقاح «سينوفارم»، واعتمدته منظمة الصحة العالمية في مايو الماضي.

أعراض الإصابة بفيروس كورونا في الصين

وفي فبراير من عام 2020، أعلنت السلطات الصينية، عن أعراض فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، حيث تمثلت في الحمى والسعال الجاف وصداع وآلام في العضلات وضيق في التنفس، وذكرت وسائل إعلام صينية أن المصاب يشعر بارتفاع درجات الحرارة حتى تصل إلى 37.8 درجة، أو الشعور بالدفء أو البرودة أو الرعشة، فضلاً عن حدوث التهاب في الحلق وإسهال مروراً بالصداع، ثم تتطور الأعراض إلى فقدان حاسة الشم والتذوق.

وقالت السلطات الصينية إن الأعراض تبدأ في الظهور على المصاب في فترة ما بين 5 إلى 7 أيام، بينما تصل حضانة الفيروس إلى 14 يوماً، وخلال هذه الرحلة من الممكن أن يحتاج المريض للرعاية المركزة، أو مستشفى متخصص للخضوع لبروتوكولات العلاج.

سلالات فيروس كورونا في الصين

وفي نهاية ديسمبر 2020، أعلنت السلطات الصينية عن وجود سلالات متحورة لفيروس كورونا، وحذرت السلطات الصحية من انتشاره مرة أخرى في البلاد، خاصةَ بعدما انتشر في العالم أجمع.

ووفقاً لدراسة أجراها مركز النمذجة الرياضية للأمراض المعدية في كلية لندن للصحة والطب الإستوائي، فإن السلالة المتحورة التي وصلت الصين في ذلك الوقت، معدية أكثر من السلالات الأخرى بنسبة 56%، وتتطلب مزيداً من الإجراءات لاحتوائها.

ووجدت الدراسة أنه ما من دليل على كون السلالة الجديدة أكثر فتكاً من السلالات الأخرى، لكن حينها لم يدرس العلماء سلوك الفيروس في الاختبارات المعملية، لكنهم استخدموا نماذج حاسوبية للتنبؤ بشدة العامل الممرض.

بينما تخوف العالم من انتشار السلالة الجدية، التي وصلت للصين، وهي SARS CoV-2 VOC، وأغلقت مدينة شيجياتشوانغ، بعد ظهور حالات وتزايد اعداد الإصابات.

سلالات كورونا في روسيا

بينما أوضحت وكالة أنباء سبوتنيك الروسية أن السلالات المتحورة من فيروس كورونا وصلت روسيا، ونقلت الوكالة عن خبير في مركز البحوث التابع لهيئة حماية المستهلك الروسية، كامل حفيظوف، أن سلالات محلية متحورة جديدة من فيروس كورونا، على غرار السلالة البريطانية والسلالة الجنوب أفريقية، وصلت إلى روسيا، على الرغم من إنتاجها لقاح «سبوتنيك»، ووزعته بمختلف دول العالم، بينما انتشر فيروس كورونا في أكثر من 210 دول حول العالم، وسجلت ملايين من حالات الإصابة والوفاة.

سلالات جديدة لكورونا في فيتنام

واكتشفت دولة  فيتنام سلالات جديدة متحورة من فيروس كورونا، ووفق تصريحات وزير الصحة الفيتنامي، نغوين ثانه لونغ، فإن التسلسل الجيني لتحليلات العديد من المرضى كشف عن وجود نوعين شائعين من فيروس كورونا في وقت واحد، حيث قال إن السلالة الفيتنامية الهجينة من (كوفيد-19) أكثر عدوى، ويمكن نقلها بسهولة عبر الهواء، مؤكداً أن فيتنام ستعلن عن السلالة المكتشفة حديثاً للعالم قريباً.

الهند تسجل 11 نوعا متغيرا من سلالات كورونا

ووفق وسائل إعلام أوروبية، فإن الهند سجلت نحو 11 نوعاً متغيراً من سلالات كورونا، إذ توصل العلماء من المعهد ي لعلم الجينوم الطبي الحيوي بالهند إلى أن نوع الفيروس الأول، الذي نشأ من ووهان، تفرعت منه عشرة أنواع أخرى، ومن بين جميع المتغيرات التي أحدثت طفرات كورونا في الهند، أصبح الفيروس المزدوج (B.1.617) هو الأكثر انتشاراً، كما بدأ نوع يسمى (A2a) في تجاوز متغيرات فيروس كورونا الأخرى.

وترتبط متغيرات كورونا، بشكل غير رسمي، باسم البلد الذي تم اكتشافه فيه لأول مرة، مثل متغير المملكة المتحدة، ومتغير جنوب أفريقيا، ومتغير البرازيل، ويمكن تصنيف متغيرات فيروس كورونا إلى أنواع عديدة.

سلالات كورونا في بريطانيا

بينما أثارت السلالات الجديدة المتحورة، المعروفة أيضا بـ«بي.7.1.1»، السائدة الآن في معظم أنحاء بريطانيا، وقد انتشرت هذه السلالة في أكثر من 50 دولة، ويبدو أنها تحورت مرة أخرى، وأثارت المخاوف في بريطانيا بعد اكتشاف 3 حالات للطفرة البرازيلية.

ووفقاً لتقرير موقع «ميرور»، حذرت الحكومة البريطانية من أن السلالات الطافرة قد قد تكون أكثر مقاومة للقاحات، ويقدر أنه أكثر قابلية للانتقال بنسبة 70% من نسخة الفيروس المنتشر سابقًا في المملكة المتحدة، ويُعتقد أن لقاحات Pfizer و Oxford AstraZeneca، أكثر فاعلية ضد هذا البديل، الذي أصبح الآن السلالة السائدة في بريطانيا.

سلالات كورونا في جنوب أفريقيا

وانتشرت مؤخراً سلالات جديدة من فيروس كورونا في جنوب أفريقيا، حيث عرفت بـ«بي.153.1» وتم العثور عليها في 20 دولة أخرى على الأقل، بما في ذلك المملكة المتحدة، كما ظهرت السلالة البرازيلية المعروفة أيضاً بـ« بي.1».

وأعلنت المديرة الفنية لبرنامج الطوارئ بمنظمة الصحة العالمية، ماريا فان كيرخوف، أنه يجري في الوقت الحالي إعداد المزيد من الدراسات حول مدى فعالية اللقاحات، ضد سلالة جنوب أفريقيا.