مدينة درنة بعد الدمار
مأساة حلت على ليبيا إثر تعرضها للعاصفة دانيال التي سببت فيضانات وسيولا عارمة، خلفت آلاف الضحايا والمفقودين خاصة بمدينة «درنة»، التي شهدت اختفاء عدد كبير من معالمها، إلى جانب ظهور آلاف الجثامين على شاطئ البحر، وقد ترتفع الحصيلة خلال الساعات المقبلة.
كارثة أخرى في انتظار مدينة درنة
بالإضافة إلى اختفاء نحو أكثر من 25% من معالم مدينة درنة الليبية التي يقطنها 125 ألف شخص، إلا أن المدينة المنكوبة باتت في انتظار كارثة أخرى، كشف عنها مسؤولون حسب ما ذكرت «سكاي نيوز عربية».
وتوقع المسؤولون الليبيون استقبال درنة لكارثة بيئية أخرى، جرّاء انتشار الجثث وتغطيتها لمساحات شاسعة من المياه والأراضي.
وبشأن المخاطر البيئية المحتمل وقوعها كتوابع لعاصفة دانيال، كشف دوميط كامل، رئيس حزب البيئة العالمي في بيروت، خلال تصريحات لـ«سكاي نيوز»، أن التلوث البيئي الذي خلفته العاصفة دانيال، قد يتسبب في حدوث كارثة بيئية كبيرة، جراء انتشار الأوبئة والأمراض المعدية، بسبب الجثث التي قد تتحلل في وقت سريع بسبب درجات الحرارة المرتفعة، مع وجود الحشرات الناقلة للأمراض خاصة الذباب والبعوض، إلى جانب تلوث مياه الآبار والشرب بسبب النفايات التي تنقلها المياه، بخلاف وجود أعداد كبيرة من الجثث والتي قد تستغرق وقتا لحين دفنها.
ارتفاع ضحايا مدينة درنة
وذكرت الاحصائيات المعلنة من الجهات الرسمية الليبية، اليوم، أن عدد ضحايا مدينة درنة بلغ أكثر من 5300 شخص، ومن المتوقع ارتفاع الأعداد بصورة كبيرة وربما تتضاعف، وذلك لتعرض المدينة بعينها لفيضانات كارثية.
ولا تزال مياه البحار تلفظ عشرات الجثث، التي سرعان ما انتشرت صورها ومقاطع الفيديو الخاصة بها، التي أثارت حزن وتعاطف الآلاف حول العالم.
مشاهد مؤثرة لظهور أدوات الطلاب على شواطىء درنة
المأساة واحدة لكن مشاهدها متعددة، فلا تزال هناك العديد من الصور والفيديوهات التي توثق لحظات مأساوية وصعبة يعيشها الشعب الليبي خاصة سكان مدينة درنة المنكوبة.
ومع تعدد تلك المشاهد، جاء أكثرها مأساة، لفظ مياه البحر لمجموعات كبيرة من الأدوات المدرسية الخاصة بطلاب درنة ما بين الحقائب والأقلام والدفاتر، الذين كانوا يستعدون لاستقبال عام دراسي جديد.
المشاهد المأساوية التي كشفت عن تبدل حال المدينة الليبية، وثقت بعضها على الأقمار الصناعية، من قبل شركة «بلانيت لابس» الأمريكية المتخصصة في التقاط صور للكوكب الأرضي من الفضاء.
وتم توثيق المأساة الكارثية التي تعرضت لها درنة الليبية بصورتين قبل وبعد عاصفة دانيال، حيث تبين على الخرائط حجم الدمار الذي خلفته عاصفة دانيال، وتحول المباني إلى ركام وحطام مندثر في كل مكان بها.
كما أظهرت الصور التي تم التقاطها، وكأنما البحر ابتلع جزءا كبيرا من درنة بعد الكارثة، بينما أوضحت صورة أخرى مجرى السيل وجرف منطقة بما عليها.