أظهرت القياسات بأن الانبعاث الكتلي إلاكليلي الذي حدث يوم 13 مارس الجاري، نتيجة العاصفة الجيومغناطيسية، أو كما يطلق عليها البعض العاصفة الشمسية، لم يتسبب فقط في إشعال أضواء الشفق القطبي، بل قضى على الكثير من الأشعة الكونية حول كوكبنا، إذ سجلت أجهزة رصد النيوترونات، انخفاضًا حادًا في الإشعاع الكوني، بعد وصول الانبعاث الشمسي مباشرة.
«انخفاض فوربوش» آخر تأثيرات العاصفة الشمسية
يطلق على ذلك الحدث اسم «انخفاض فوربوش»، نسبة إلى الفيزيائي سكوت فوربوش، الذي درس الأشعة الكونية في أوائل القرن العشرين، ويحدث عندما يجتاح انبعاث كتلي إكليلي -سحابة من الغاز المتأين- الأرض، ويدفع الأشعة الكونية بعيدًا عن كوكبنا.
ووفقا لما ذكرته الجمعية الفلكية بجدة، عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: «تم القضاء لفترة وجيزة على الإشعاع القادم من الفضاء السحيق، الذي عادة ما يتناثر في أعلى الغلاف الجوي للأرض».
تزايد انخفاضات فوربوش
يوجد شيء غريب بشأن انخفاض فوربوش، فهو انخفاض مزدوج، فقد انخفضت الأشعة الكونية بشكل حاد يوم 13 مارس الجاري، ثم ارتفعت في منتصف نهار يوم 14 من الشهر ذاته، ثم انخفضت بشكل حاد مرة أخرى.
وقد يكون الارتفاع والانخفاض علامة على التركيبة داخل الانبعاث الشمسي، فمن المنتظر أن تكتسح المزيد من الانبعاثات مع زيادة قوة الدورة الشمسية الخامسة والعشرون، لذلك ستصبح «انخفاضات فوربوش» شائعة بشكل متزايد، وقد تبدأ في التداخل، حيث سيؤدي هذا إلى انخفاض مستمر في الأشعة الكونية حول كوكبنا.
وجدير بالذكر أنه تم نشر ورقة بحثية حديثة في مجلة الفيزياء الفلكية، درست آخر دورتين شمسيتين، وقارنت المعدل اليومي للانبعاثات الكتلية الإكليلية بقوة الأشعة الكونية، وتظهر أنه في ذروة الدورة الشمسية الرابعة والعشرون القديمة.
تغيرات قوية في الدورة الشمسية
وكانت الشمس تقذف أكثر من 5 انبعاثات في اليوم، وفي الوقت نفسه انخفضت الأشعة الكونية القادمة من المجرات البعيدة بأكثر من 60%، لتتزايد المؤشرات على أن الدورة الشمسية 25 الجديدة، ستكون أقوى من الدورة الشمسية 24.