| عاصفة شمسية شديدة تضرب الأرض.. هل تؤثر على خدمات الكهرباء والإنترنت؟

حالة من الجدل انتشرت بين رواد منصات التواصل الاجتماعي خلال الساعات القليلة الماضية، في ظل الحديث عن تحذيرات من الانفجارات الشمسية، وأنها من المحتمل أن تؤدي إلى انقطاع خدمة الكهرباء والإنترنت عن الأرض، فما حقيقة تعرُّض الأرض لعاصفة شمسية شديدة، وهل تؤثر بالفعل على خدمة الإنترنت والكهرباء أم لا؟

أقوى توهج شمسي منذ 6 سنوات

وفقًا لِما ورد بصحيفة «ديلي ميل» البريطانية، فقد حذر علماء من حدوث أقوى توهج شمسي منذ 6 سنوات، لافتين إلى أن هذا التوهج من المحتمل أن ينتج عنه حدوث عواصف مغناطيسية أرضية وانقطاع ضخم للتيار الكهربائي على الأرض.

وجاء تحذير العلماء من حدوث أقوى توهج شمسي منذ 6 سنوات، استنادًا إلى مرصد ديناميكيات الطاقة الشمسية التابع لوكالة الفضاء الأمريكية «ناسا»، الذي رصد قدرًا هائلًا من النشاط في نصف الكرة الشمالي للشمس.

فقد إشارة الراديو لمدة ساعتين

وأكد منسق خدمة الطقس الفضائي في وكالة الفضاء الأوروبية، الدكتور أليكسي جلوفر، خلال تصريحات صحفية، أن التوهج الشمسي الذي حدث في 14 ديسمبر الجاري، الأكبر في الدورة الشمسية حتى الآن، وهو التوهج الأكبر منذ عام 2017، مشيرا إلى أنه تسبب في فقدان جزئي أو كامل لإشارة الراديو لمدة ساعتين في أمريكا الجنوبية.

وقال الدكتور جاد القاضي، رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، في تصريحات صحفية، إن الشمس لها أنشطة مثل البقع والانفجارات الشمسية والعواصف الكهرومغناطيسية والتي يطلق عليها مجازا العواصف الشمسية، موضحا أن النشاط الشمسي يُقسم إلى دورات، ويبلغ متوسط الدورة 11 عامًا، وأننا نعيش حاليا في الدورة رقم 25 التي بدأت عام 2019، وأن دورة النشاط الشمسي تبدأ بهدوء نسبي، ثم يزداد نشاطها تدريجيًا على أن تصل لأعلى مستوى لها في السنة الخامسة أو السادسة من عمرها، ومن ثم تبدأ في التراجع مرة أخرى حتى نهايتها.

دورات النشاط الشمسي

وأوضح «القاضي» أن دورات النشاط الشمسي منها النشطة ومنها الهادئة، وأن الدورة الحالية للنشاط الشمسي، والتي تحمل رقم 25 نشاطها أقل من المتوسط، وأن العواصف الكهرومغناطيسية تقاس بدرجات من صفر إلى 5، وهذه العواصف من الممكن أن تؤثر على خدمات الكهرباء والإنترنت وأبراج الضغط العالي فوق 500 كيلو وات شمال خط عرض 42 بمعنى شمال أوروبا، وفي الأقطاب الشمالية في حال كانت بدرجة 5: «هذه الدرجات لم تحدث في عمر النشاط الشمسي المسجل إلا في العشرينيات من القرن الماضي، حيث لم يكن يوجد إنترنت، ولم تكن هناك أبراج ضغط عالي مثل التي توجد في الوقت الحالي، لكن كانت توجد كهرباء»، مؤكدًا أن خطوط الكهرباء تأثرت في ذلك الوقت في شمال روسيا وكندا.

تأثير العاصفة الشمسية على الإنترنت والكهرباء

وحول درجة نشاط الدورة الحالية للشمس، أكد «القاضي» أن درجة النشاط التي تم تسجيلها للدورة حتى الآن تتراوح بين 2 و2.5 درجة، ما يعني أن العاصفة الكهرومغناطيسية ليس لها تأثيرات على الكهرباء أو خدمة الإنترنت على الأرض.