| «عاطف» من ذوي الهمم حريف باركور وبطل رفع أثقال: نفسي أبقى مدرب

الرياضة بالنسبة له لم تكن مجرد ممارسة فقط، فهي كل حياته، ويعتبرها ملجأه الأول والأخير للهروب من التنمر الذي كان يلقاه من أهل منطقته، فهي الصديق والمنفذ الوحيد الذي يخرج فيه طاقته المكبوتة، إذ أُصيب بشلل الأطفال منذ نعومة أظافره، نتيجة إهمال طبي، لذا حملته والدته على كتفيها حتى وصل للصف الثاني الإعدادي.

«عاطف» عانى من التنمر بسبب شلل الأطفال

عاطف حمدي، شاب عمره 22 سنة، يقطن بمنطة أرض اللواء التابعة لـ محافظة الجيزة، ويدرس بكلية التجارة بجامعة القاهرة، إذ يروي خلال حديثه، لـ«» في بث مباشر: «كل أهل منطقتي كانوا بيتنمروا عليا لما كنت أنزل الجيم علشان أتمرن»، فكان أغلب من يراه وهو في صالة الألعاب الرياضية ينظر إليه بنظرة السخرية بكونه يعاني من شلل الأطفال: «كانوا يقولوا لي روح بيتكوا يا حبيبي المجال دة مش مجالك وكانوا بيطفشوني».

رغم هذه الكلمات إلا أنها لم تزيده إلا قوة وإصرارًا، فبدأ «عاطف» بتحدي ذاته ليثبت لنفسه بأنه قادرا على تنفيذ كل التمارين مثل أي شخص سليم، ثم حرص على يتمكن من أن يرى الجميع كل ما بقدر استطاعته من قوة لأداء تمارين «الكارديو» القاسية، التي تعتمد أولًا وأخيرًا على قوة أعصاب الذراعين.

عاطف حمدي: اتعلمت الكارديو لوحدي

عبر الشاب العشريني عن حبه للمارسة رياضة «الكارديو»: «محدش علمهولي أنا اتعلمته مع نفسي، كنت بجيب فيديوهات من على اليويتيوب وأتفرج عليها كويس ولما أنزل الجيم كنت بطبقها مع نفسي، في البداية كانت مرة تصيب ومرة تخيب، ولكن دلوقتي الحمدلله المستوى اختلف عن الأول، وبقيت حريق باركور، وبطل جمهورية لرفع الأثقال لذوي الاحتياجات الخاصة».

واستكمل عاطف، بأنه حاصل على كورسات ودورات تدريبية في مجال التشريح العضلي والتغذية، بهدف أن يصبح مدربًا لـ كمال الأجسام مستقبلا، ولكن حتى الآن القدر لم يسمح له باغتنام تلك الفرصة: «كل ما بروح أقدم في جيم علشان أشتغل مدرب أول ما يشوفني ماشي على العكاز يحالوا يهربوا مني، لدرجة إن في مرة واحد صحبي قالي هما مش راضيين يشغلوك علشان شايفينك من ذوي القدراتح الخاصة».

وفي ختام حديثه وجه «عاطف»، رسالة حب، دعم لوالدته التي تعد هي سنده الأول والأخير في هذه الدنيا: «أمي دي أكتر واحدة ساعدتني في حياتي، كانت بتشيلني على كتفها وتطلع بيا لحد الدور الخامس لبيتنا علشان مكنتش بقدر أمشي، وجالها مرض السكر عشان زعلت عليا وأنا صغير لما شافت حالتي».