| عالم وثائق: لا أحد يمكنه القطع بحقيقة مكان مصحف «عثمان بن عفان»

قال الدكتور عبدالستار الحلوجي، رائد علم الوثائق والمكتبات والمخطوطات، إن المخطوطات تتفاوت في القيمة بين الاكتمال والنقص، والوضوح وعدم الوضوح، مشددًا على أن التعديل على نصوص المخطوطات غير جائز، لأن الأمانة العلمية تقتضي نشر النص كما هو، وأشار في الوقت ذاته إلى إمكانية التعديل على إخراج المخطوطات مثل الفقرات واستخدام علامات الترقيم، والشروح في الهامش، وهو ما يعرف بـ«التحقيق».

الحلوجي: التعديل على نصوص المخطوطات غير جائز

وأضاف «الحلوجي»، خلال حواره مع الإعلامية قصواء خلالي، مقدمة برنامج «في المساء مع قصواء»، عبر شاشة «cbc»، أن التحقيق هو محاولة ما أسماه بـ«عصرنة» النص أو تقديمه في صورة عصرية، وبالتالي فإن المساس بمتن المخطوط غير مقبول، لكن يمكن التعامل مع المخطوط كمادة مثل الفهرسة والرقمنة والترميم والصيانة.

وتابع أن ترميم المخطوط له ضوابط، فيجب تصوير المخطوط قبل ترميمه خوفا من إتلافه أو إتلاف بعض أجزائه أثناء الترميم.

الحلوجي: يجب تصوير المخطوطات قبل ترميمها 

وحول أهم المخطوطات التي استوقفته، أوضح أنه القرآن الكريم وتحديدا نسخة جامع عمرو بن العاص، حيث تناول المقريزي هذا الكتاب في كتابه «المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار»، إذ ذكر أن هناك مصحفين في جامع عمرو بن العاص، أحدهما أحضره شخص عراقي وقال إنه المصحف الذي قُتل عثمان بن عفان وعليه آثار الدم، لكنه عاد وقال إن الرواية أنكرها البعض لأنها رواية فرد واحد، مشيرًا إلى أن هذه الرواية قيلت على أكثر من مصحف، مثل مصحف سمرقند في طشقند عاصمة أوزبكستان، ومصحف الجامع الكبير في صنعاء.

ولفت إلى أن هذه المصاحف من أقدم المصاحف في العالم ومكتوبة بغير نقط أو ضبط، لكن لا يستطيع إنسان على وجه الأرض أن يقطع أن واحدا منها هو مصحف الصحابي الجليل عثمان بن عفان.