يتحاكى العالم يتقنيات الذكاء الاصطناعي وتفردها بتنفيذ أشياء يصعب على العقل البشري تنفيذها في العصر الحالي، بسبب الحوسبة السحابية وغيرها من التقنيات، لكن العالم الأمريكي في علوم الكمبيوتر والمتنبئ راي كورزويل، فجّر مفاجأة من العيار الثقيل، بعد أن أكد أنّ العقل البشري سيصل إلى نقطة التفرد التكنولوجي، وهي اللحظة التي ستشهد اندماج الذكاء البشري والذكاء الاصطناعي، وهو مفهوم مُستعار من عالم الفيزياء الكمومية.
هل يصل الدماغ البشري إلى «التفرد» التكنولوجي؟
العالم الأمريكي قال لصحيفة «جارديان» الأمريكية، إنّ وصول العقل البشري إلى نقطة التفرد من المحتمل أن يحدث منتصف القرن الحادي والعشرين، ويصبح العقل البشري قادرا على محاكاة الذكاء الاصطناعي، مؤكدا أنّ مصطلح التفرد كاستعارة من الفيزياء، حيث يشير إلى النقطة الكثيفة بلا حدود في مركز الثقب الأسود في مجال الذكاء الاصطناعي، يُستخدم المصطلح لوصف التآزر بين الدماغ البشري والحوسبة السحابية.
«كورزويل» أوضح أنّ الدماغ لا يمكن أن ينمو ليصبح أكثر ذكاء بمفرده، ويمكن لروبوتات نانوية يتم زرعها بطريقة غير جراحية في رأس الإنسان، بحسب وصفه في كتابه الجديد «نقطة التفرد أصبحت أقرب»، الذي شرح فيه كيف سيتضاعف ذكاء البشرية بمقدار مليون مرة بفضل واجهات الدماغ التي تتشكل بواسطة نانوبات تدخل بشكل غير جراحي إلى شعيراتنا الدموية.
مفاجأة حول العقل البشري
ووفقا لـ«كورزويل»، ستعمل الروبوتات النانوية وكأنما هناك هاتف ذكي داخل الدماغ، حيث يندمج الإنسان والآلة سويا، ما يوسع الذكاء بشكل كبير بحلول عام 2045، وستشمل الوظائف التي سيتم تعزيزها الذاكرة السياقية والحس السليم والتفاعل الاجتماعي، مؤكدا أنّ ذلك سيكون مزيجا من ذكائنا الطبيعي والسيبراني، وسيتم دمج كل ذلك في واحد.
العالم الأمريكي أكد أنّ الفكرة تدور حول دمج يتطلب تدخلا جسديا لربط الإنسان بالآلة، ويتفق بعض الفلاسفة وخبراء الذكاء الاصطناعي على أنّ شكل من أشكال الدمج قد يكون حتميًا، وهو في بعض النواحي قد بدأ بالفعل، ليؤكد العالم في جامعة أكسفورد ماركوس دو سوطوي ونيك بوستروم للصحيفة، أنّ تنبؤات «كورزويل» محتمل أن تكون حقيقية: «أعتقد أننا متجهون نحو مستقبل هجين، ما زلنا نعتقد أنّنا الكائنات الوحيدة التي تمتلك مستوى عاليا من الوعي».
الذكاء الاصطناعي والعقل البشري
في عام 1999، افترض كورزويل أنّ الذكاء الاصطناعي العام سيتم تحقيقه عندما تتمكن البشرية من تحقيق تكنولوجيا قادرة على إجراء تريليون عملية حسابية في الثانية، وهو ما حدده ليحدث في عام 2029، في ذلك الوقت سخر الخبراء من الفكرة، معتبرين أنّها ستستغرق على الأقل قرنا أو أكثر، ولكن مع اقتراب الجدول الزمني لكورزويل من الواقع وانتشار الحديث عن الذكاء الاصطناعي العام، فإنّ هذا التنبؤ القديم أصبح يلوح في الأفق بشكل كبير.