من بين العبادات التي يقترب منها المسلم إلى الله عز وجل، هناك واحدة تشترك فيها جميع الكائنات من نبات وحيوان وجماد وإنسان، حيث المواظبة عليها ترد القدر وتغير الحال، بجانب تحقيقها الرضا النفسي والحماية من الاكتئاب وتخفيف الألم.
تفاصيل العبادة التي يجب المواظبة عليها
الشيخ محمد أبو بكر جاد الرب، أوضح خلال فيديو نشره عبر حسابه الشخصي بمنصة التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، أن تلك العبادة هي التسبيح، مستشهدا بالدليل على ذلك من القرآن الكريم من قصة سيدنا يونس؛ إذ ذكر الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: «وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ﴿87﴾ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ»، والدليل على أن التسبيح يغير القدر قول الله تعالى: «فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ.. لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ».
وشرح «أبو بكر» الآية الكريمة، بأن قدر سيدنا يونس التواجد في بطن الحوت إلى يوم القيامة لكن قدره تغير لأنه كان من المسبحين، مشيرا إلى أن الله سبحانه وتعالى أمر النبي محمد صل الله عليه وسلم، بالتسبيح، كما جاء في كتابه العزيز: «وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا ۖ وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَىٰ».
وأكد أن أهل الجنة من بين الأناس الذين يواظبون على التسبيح بحسب ما جاء في القرآن الكريم: «دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام»، كما أن الملائكة تسبح لله سبحانه وتعالى وفقا لكتاب الله: «وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَلَا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ».
والرعد أيضا يسبح لله سبحانه وتعالى، بحسب النص القرآني: «وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ»، وكل الكائنات الحية تشترك في تلك العبادة وفقا لما جاء بالقرآن الكريم: «وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا».
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: «كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم».