شاب يترك مجال التسويق ويفتتح مرزعة سمك
توفير كميات كبيرة من المياه، وإنتاج كميات أكبر من الأصناف المختلفة وبجودة وفائدة صحية أعلى، هو ما تهدف إليه الزراعة غير التقليدية التي أنشأها عبدالرحمن أحمد في مزرعته، وعلى أساسها تنتج أسماكا وخضروات في آن واحد وبنفس كمية المياه، وتقوم الفكرة على الجمع بين الاستزراع السمكي وإنتاج الخضار، مع استهلاك مياه أقل من الزراعة التقليدية بنسبة 95%، كما تضم مزرعته أحواضا للأسماك وصوب للزروع، وتنتقل المياه بين الأحواض والصوب بشكل متكرر عبر آلات معينة، وهذا ما يساعد على توفير المياه وإنتاج كميات أكثر وبقيمة غذائية مرتفعة.
أقسام المزرعة المنتجة للأسماك والخضراوات
القسم الأول من المزرعة خاص بأحواض الأسماك، والتي تكون دائرية الشكل حتى تشعر الأسماك أنها في بحر كبير، ولا تشعر بالضيق، بحسب حديث صاحب المزرعة لـ «»، «بنحط في كل حوض 300 زريعة، وكل زريعة وزنها 5 جرام، وبعد 6 شهور بيكون وزنها وصل 500 جرام ونبدأ نطلعها ونبيعها».
«إحنا شغلنا كله في السمك البلطي لأنها أكتر سمكة بتستحمل تغيرات المناخ وعلشان يبقى عندنا إنتاج سمك طول السنة بننظم مواعيد وضع الزريعة في الأحواض، يعني كل 3 أحواض بنحط فيهم الزريعة في نفس الميعاد، وهكذا باقي الأحواض بنقسمهم بنفس الطريقة علشان ننتج بشكل مستمر».
القسم الثاني من المزرعة هي الصوب الزراعية، والتي تضم أنواع وأشكال مختلفة من الورقيات يزرعها «عبدالرحمن»، منها عباد الشمس، والجرجير والخس بأنواعه وأطعمه المختلفة، والرجلة وأنواع أخرى، وكلها منتجات تحتوي على عناصر ذات قيمة غذائية عالية، وينتج جميعها بشكل دائم طوال العام من خلال الصوب المكيفة التي توفر المناخ المناسب للزروع، إلا أن كمية الإنتاج تختلف نسبيا من فصل مناخي لآخر.
45 يوما تمر على «أحمد»، القاطن بمحافظة الجيزة، منذ بداية رحلته لإنتاج الخضروات، والتي تنقسم إلى مرحلتين قبل أن يبدأ في جني هذه الخضروات وبيعها: «بنحط شتلات الزرع 15 يوم في حضّانة برا السيستم، وبعد كدة بنحطها في أحواض الزرع لمدة 30 يوم وبعدها نقص ونبيع».
استغلال مخرجات الأسماك في تغذية النباتات
تقوم فكرة تغذية النباتات في مزرعة «عبدالرحمن»، البالغ من العمر 32 عاما، على استغلال مخرجات الأسماك، والتي تعتبر من الأسمدة الطبيعية ذات الفائدة العالية للنباتات، وذلك من خلال مرورها بعملية فلترة أولا: «بنفلتر المياه اللي فيها مخرجات السمك على مرحلتين: المرحلة الأولى من خلال مرور المياه على أحواض فيها حيطة في المنتصف بتخبط فيها كل الفضلات وتترسب في القاع».
أما المرحلة الثانية يوضح عبد الرحمن: «المياه بتعدي في أحواض فيها شبك بتمسك فيها أي فضلات متبقية علشان في الآخر تفضل المياه لوحدها، والأحواض دي بتحتوي على البكتيريا النافعة ودي بتحول الأمونيا اللي بتطلع من السمك إلى نترات وعناصر أخرى يحتاجها الزرع».
توجد أحواض الأسماك في أعلى نقطة في المزرعة، وهو ما يجعل المياه تنزل بفعل الجاذبية لتمر بمرحلتي الفلترة هذه، حتى تصل إلى آخر نقطة وهي الصوب الزراعية والتي تكون فيها الزروع بداخل ألواح من الفوم، عائمة على المياه ولا يخرج منها سوى الجذور من الأسفل، لتمتص العناصر الغذائية التي تحتاجها من المياه قبل أن تواصل المياه رحلتها لترتفع مرة ثانية إلى أعلى نقطة حيث الأحواض السمكية من خلال مواتير، وهكذا تدور المياه في رحلتها صعودا وهبوطا بشكل متكرر طوال العام لتستفيد منها الأسماك والزروع: «علشان كدا إحنا بننتج 10 أضعاف الزراعة التقليدية وبنوفر 95% من المياه».
الاستفادة من الدراسة الجامعية في تسويق المنتجات
عبدالرحمن أحمد درس التسويق بجامعة MSA، إلا أن العمل في هذا المجال لم يستهويه، مما دفعه إلى خوض تجربة الزراعة والتي كانت الهواية المفضلة لديه: «الفكرة جات لي لما كنت حابب اشتغل في الزراعة، درست السيستم دا في فترة 6 شهور لما كنت في أمريكا واشتغلت هناك شوية، ولما رجعت مصر بدأت أبني الفكرة هنا، في أواخر 2017 كنت انتهيت من الأعمال الإنشائية، والحمدلله بدأت أنتج في 2018، ودراسة التسويق نفعتني في إني عرفت اسوَّق منتجاتي من خلال دراسة للسوق علشان أعرف الناس عايزة إيه، وبناءً عليه بدأت أنتج واشتغل، والحمد لله بقى ليا اسمي، وبصدر لشركات وسوبر ماركتس كبيرة».
بجانب اهتمام «عبدالرحمن» بإنتاج كميات أكثر وبفائدة صحية أعلى، هو أيضا يهتم بتقديم هذه المنتجات لزبائنه من الشركات والمحال التجارية المختلفة بشكل راقٍ ونظيف، لذا حرص على أن تمر هذه المنتجات قبل بيعها بـ 3 مراحل من الغسيل والتنشيف ومن ثم التعبئة والتغليف داخل علب بلاستيكية تضمن سلامة المنتج ونظافته، كما أنه يطمح في إنتاج باقي أنواع الخضروات والفاكهة بنفس هذه الأساليب الصحية لتنافس في السوق المحلي ومن ثم التصدير للأسواق العالمية.