| «عبدالسلام» طفل سوري يحمل شقيقه على ظهره بعد إصابته بمرض نادر.. لا يستطيع المشي

جدول المحتويات

صرخات وآلام ضجت بها الأركان، لم تتحملها الأم لثوانٍ معدودة، ثلاثة أشهر باقية على موعد ولادتها، إلا أنها لم تتحمل الألم الذي داهمها ليلا، لينتهي بها المطاف داخل حجرة المستشفى، لوضع جنينها في شهره السادس والنصف، بوزن ضئيل كيلو ونصف فقط، ألقت عليه نظرة حانية، قبل أن يضعه الأطباء داخل الحضانة، فلم تكد تلتقط أنفاسها، ليصل لها خبر وفاته، الذي سقط على قلبها كالفاجعة، بعد ما توقف قلبه 3 مرات، إلا أن دموعها ومناجاتها لرب العباد، وصلت لعنان السماء، واستجابت على الفور، ليحظى الطفل الصغير برعاية ربه، أسمته «هشام»، لكن صاحبه مرض نادر جعله غير قادر على المشي، يتطلب حمله بصفة مستمرة لمواصلة حياته بشكل طبيعي، أو زحفه للوصول إلى ما يريد.

معجزة وسند

عانى «هشام» صاحب الـ12 عاما، منذ ولادته من صعوبة في التنفس، كاد يفقد حياته إثرها، بعدما توقف النبض 3 مرات، ليعود يخفق من جديد، إلا أن فرحة الأم لم تكتمل، بعدما أخبرها الأطباء بأنه لن يتمكن من المشي، بسبب نقص الأكسجين في الدماغ، نتيجة الولادة المبكرة: «لما قالوا ليا ابنك مات ما صدقتش، وقولتلهم حاولوا تاني، لحد ما الدكتور طلع، وقالي النبض عاد من جديد، ابنك ده طفل معجزة، وبعدها فرحتي ما اكتملتش، لأن هشام أصبح من ذوي الاحتياجات، بسبب نقص الأكسجين في الدماغ، نتيجة الولادة المبكرة، وهو دلوقتي محتاج لمركز معالجة فيزيائية متطور، وفيه أجهزة إلكترونية، وده مش موجود هنا في سوريا»، وفقا لوالدة الطفل «هشام» خلال حديثها لـ«».

نسبة استجابة «هشام» للعلاج 80%، إلا إن عدم توافر الإمكانات والأدوات الحديثة الأزمة لعلاجه، تأخر من عملية شفاءه، بحسب والدته: «لم يتمكن أحد من علاجه حتى الآن، لعدم توافر ذلك المركز الذي يتبنى مثل هذه الحالات، ويساعد في شفاء مرضه، لكني ما زلت أسعى إلى علاجه، لكن للأسف الطب في بلدي بشكل عام ضعيف، ولا يوجد أي مراكز متطورة، وليس لدي القدرة للتكفل بنفقات السفر للخارج».

سند وظهره

يتبادر إلى الذهن كيف يعيش ذلك الصغير، الذي عجز عن الحركة تماما، فلا يقوى سوى على الزحف، أو أن يحمله أحد ويحركه من مكان لآخر، ليجد شقيقه «عبد السلام»، الذي يصغره بعام، عكازه وظهره منذ الطفولة، فيحمل شقيقه والخروج به في كل مكان، فقد اعتاد على ذلك منذ الحضانة، وصولا إلى الصف السادس بذات المدرسة، فهما من المتفوقين دراسيا دائما في الصدارة، إذ أعطى الله القدرة لشقيقه «عبد السلام»، الذي لم يتكاسل عن حمله طوال حياته، ويتنزه معه لإدخال السعادة على قلبه الصغير.