بابتسامة رضا وإمكانيات بسيطة، جعل عبد العليم محمد، 52 عاماً، لنفسه مكانة في شوارع الموسكي، حيث أصبح قهوجيا متنقلا بعربة أطفال حوَّلها إلى «كافيه صغير» تثير اهتمام من يراها، وأضاف للقهوة مذاقاً خاصاً باستخدام الرمل في إعدادها، ليأتي إليه زبائنه من مختلف المناطق لتناولها قبل بداية يومهم.
حصل «عبد العليم» على معهد اتصالات لاسلكية ويعيش في منطقة الوراق بمحافظة الجيزة، ووجد راحته في بيع الشاي والقهوة للزبائن حيث كان يدور طيلة اليوم في شوارع القاهرة، حاملاً على ذراعه «كلمن» مليء بالماء الساخن: «الأول وأنا ببيع الشاي المية السخنة كانت بتبرد مني لأنها مش محطوطة على حاجة تحافظ على درجة حرارتها العالية، والزبون طبعا عايز يشرب الحاجة مولعة، فكانت مشكلة كبيرة لأني كنت بضطر كل شوية أسخن مية، وطبعاً بتأخر في الوقت والزباين بتزهق وعايزة تمشي ففكرت أعمل رمالة».
قهوجي على عربية أطفال
فكر «عبد العليم» بعمل شيء تقليدي ليكون حلاً لمشكلته ويزيد رزقه من جهة أخرى، فذهب إلى سوق الجمعة واشترى عربة أطفال مستعملة وخشب قديم، وذهب إلى الحداد ليصنع له رمالة: «قفلت العربية بالخشب المستعمل من جميع الجهات، ومليت الرمالة بالرمل وحطيتها على العربية من فوق وجمبها حطيت كلمن الشاي، وبلف بيها في الشوارع».
«عبد الحليم» علامة مميزة في شوارع الموسكي
اشتهر «عبد الحليم» بقهوته المميزة التي جلبت له العديد من الزبائن، ليصبح علامة مميزة في شوارع الموسكي بمحافظة القاهرة: «القهوة الصح تتعمل على السبرتاية والأحلى والأطعم لما تستوي على الرمل، اللي يجربها ميعرفش يشربها تاني غير كده، كانت جديدة بالنسبة لناس كتير، ودلوقتي بقت عادة عندهم».
الشاي بـ2 جنيه والقهوة بـ5 جنيهات
يراعي «عبد العليم» ظروف غيره ويبيع القهوة بـ5 جنيهات والشاي بـ2 جنيه، لأن معظم زبائنه عمال متوسطو الحال: «ناس بتشتغل باليومية وبيحرقوا شاي طول النهار، فقولت أخفف عنهم شوية وأخلي الحاجة أرخص، ودا جه في مصلحتي الناس كلها بتشرب من عندي، وبعمل في اليوم من 150 لـ200 جنيه».
ليست المرة الأولى التي يقوم فيها «عبد العليم» بعمل شاي وقهوة: «اشتغلت في قهوة لحد الثورة سنة 2011، واضطريت أسيب الشغل وقتها لأن مكنش في أمان، أوقات وأنا بقدم الشاي للزبون ألاقيه يبلطج عليا ومش عايز يدفع، وأنا في الآخر اللي بشيل الليلة».