شغفه بالخط العربي دفع «عبدالكريم» إلى تأجيل امتحانات الشهادة الثانوية لمدة عامين بهدف التفرغ لتعلم الخط ويلتحق بمدرسة الخطوط العربية بأبوتشت في محافظة قنا، قبل أن يتمكن من موهبته ويصبح مُدرسًا للخطوط ومدربًا داخل جامعة جنوب الوادي، فضلًا عن حصوله على المركز الأول على الجمهورية في دبلوم مدارس الخطوط العربية.
عبدالكريم يلتحق بالمعهد من أجل الشهادة
عبدالكريم محمد مرجان، يبلغ من العمر 21 عامًا، قرر التخلي عن حلم الثانوية العامة الذي دائمًا ما يراود أقاربه وأبناء قريته الشرقي سمهود بمحافظة قنا للالتحاق بكليات القمة، ويسلُك طريقًا آخر في طريق احتراف الخط العربي، ليلتحق بمعهد الخطوط العربية، إذ يحكي لـ«»: «أنا لما دخلت المعهد كانت موهبتي واضحة، ولما دخلت كنت عايز اخد الشهادة بتاعته مش عشان أتعلم، لكن أنا كنت بتعلم مع نفسي من زمان».
نعته أقاربه وأصدقائه من قريته بـ«الفاشل» بعد تأخير الحصول على شهادة الثانوية العامة، إلا أنّه مع التحاقه بمعهد الخطوط العربية كان يحصد المراكز الأولى كل عام، وفي العام الدراسي الثاني بالمعهد وقع عليه الاختيار ليكون عضوًا في لجنة إعداد ومراجعة المصحف الشريف في ليبيا: «مكانة كبيرة وشرف كبير إني يتم اختياري وأنا 19 سنة ومكنتش لسة حصلت على الشهادة، ورئيس اللجنة نصحني إني أكمل عشان يكون معايا مؤهل».
عبدالكريم يحصل على إجازة كتابة المصحف
دخل صاحب الـ21 عامًا امتحانات الشهادة الثانوية دون تحضيرات مُسبقة، حتى أنّه لم يكن على علم بموعد الامتحانات: «أنا كنت مشغول ومهتمتش أوي بالثانوية، ودخلت من غير ما أذاكر، وكنت علمي رياضة وحصلت على 63% ودخلت كلية الآداب قسم اللغة العربية جامعة جنوب الوادي بمحافظة قنا»، بحسب «عبدالكريم» الذي أكد أنّه اشتهر داخل الجامعة منذ عامه الأول، وأصبح مُدربًا ومحاضرًا لورش الخط العربي داخل الجامعة.
وفي عام 2020، وبعد مرور ثلاثة أعوام داخل المعهد، حصل ابن محافظة قنا على شهادة إجازة في كتابة المصحف الشريف بخط النسخ، ليُصبح ابن الصعيد أصغر خطاط في مصر، وخلال الفترة القادمة يستعد «عبدالكريم» للحصول على دبلوم التخصص في الخط العربي والزخرفة بجانب دراسته في كلية الآداب: «نفسي أبقى من أكبر خطاطي المصحف الشريف في العالم وأبقى أصغرهم سنًا وأكبرهم مقامًا»، بحسب عبدالكريم والذي يتطلع إلى كتابة القرآن الكريم كاملًا بخط يده خلال الفترة القادمة والتي من الممكن أن تستغرق 3 سنوات.