في رأسه معلومات وقوانين حصيلة 16 عام تعليم، وبيده «لوح خشب»، يصعد به السلالم خلال عمله طوال النهار في المعمار ليحصل على قوت يومه، إذ تخرج عبدالاه خلاف، 30 عامًا، في كلية الشريعة والقانون عام 2016، وبعدها نال دبلومتين في القانون العام، بمعنى أنهما يعادلان «ماجستير» في القانون العام.
يروي «عبدالاه»، لـ «»، أنه ولد وحيدًا لأبوين لا يملكان دخلاً ثابتًا، وعندما كان في المرحلة الثانوية خرج ليعمل في المعمار، ليكفي حاجته من الدروس والملابس ومصاريف أخرى، وأكمل عمله وقت دراسته بكلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر بأسيوط، ليتمكن من دفع إيجار الشقة التي يقطن بها، بالإضافة إلى مصاريف الكتب الدراسية، مضيفًا: «بشتغل وأنا في المرحلة الثانوية وكملت في الكلية، لأن لقيت نفسي محتاج مصاريف كتير بخصوص الدراسة وكمان السكن اللي جنب الجامعة، فكنت بخرج باليومية لأن أهلي غلابة ماعندهمش دخل ثابت».
عمل أثناء الدراسة وبعدها
قضى «عبدالاه»، 6 سنوات يعمل أثناء الدراسة، على أمل أن يتخرج ويرتاح من عناء طلوع السلم، وحمل الأشياء التي ترهقه طوال اليوم، ولكن بعد تخرجه وحصوله على الماجستير، لم يجد سوى المحاماة في طريقه، وأصبح أمامه طريقًا طويلاً عليه أن يتخطاه، ليصبح كبيرًا في عمله، وهو ما رفضه الشاب: «مالقتش غير المحاماة في طريقي لما تخرجت، وعشان أبقى محامي كبير محتاج حوالي 5 سنين، وظروفي ماكنتش تسمح أنتظر الوقت ده كله، عشان كده قررت أرجع لشغل المعمار تاني».
مخاطر يتعرض لها الشاب الثلاثيني
يتعرض «عبدالاه» للعديد من المخاطر، فقد يضطره عمله لصعود عشرة أدوار حاملاً شيئًا، فعمله يشبه «الفواعلي»، ولكن يرضى لما كتبه له ربه، متمنيًا وظيفة تعوضه عن سنوات التعب والمعاناة التي عاشها.