بضعف شديد واستسلام واضح لوطأة المرض، يجلس الرجل السبعيني عبداللطيف السعيد، على رصيف أحد الشوارع بحي عابدين محافظة القاهرة، مرتديًا جلبابه، فاردًا ساقيه من أمامه وظهره متكئا للوراء على أحد صناديق الكهرباء، منتظرًا من يأتي إليه ويشتري منه لوفة طبيعية من الكمية المعروضة أمامه، محاولًا بهذه المهنة البسيطة التكفل بعلاج القلب والكلى والمثانة والذي يكبده بـ120 جنيه يوميًا.
«عم عبداللطيف» يروي قصته مع المرض
بينما لا يزال «عم عبداللطيف» متكئًا بظهره إلى الوراء؛ تجنبًا لتكبيد جسده مزيدًا من الألم، راح يروي خلال حديثه لـ«»، عن قصة مرضه ولجوءه للعمل في الشارع، موضحًا أنه قبل نحو 15 عامًا، كان يعمل طباخًا في محال الكشري، إلا أنه نتيجة لتدهور حالته الصحية ترك عمله وبدأ مهنة البيع: «اشتغلت في حاجات كتير وآخر حاجة بقيت ببيع اللوف الطبيعي لأن وزنه خفيف وبقدر أشيله».
مع مرور الوقت، راحت الحالة الصحية للرجل السبعيني تتدهور أكثر؛ إذ أُصيب بـ ورم سرطاني خبيث في المثانة، ما أدى إلى استئصالها وتغيير مجرى البول، بالإضافة أيضًا لإصابة الكلى اليمنى بفشل كامل، وضعف عضلة القلب: «زمان كنت بمشي وبتحرك وأشتغل براحتي، بس لما شيلت المسانة والكلى والقلب ضعفوا عجزت وبقيت بتحرك بالعافية»، قالها «عم عبداللطيف»، وهو يلتقط أنفاسه بصعوبة واضحة.
يعيش وحيدًا بغرفة متواضعة
4 أبناء أنجبهم «عم عبداللطيف»، صاحب الـ71 عامًا، توفيَّ أحدهم وتبقى لديه 3 تزوجوا جميعًا، كما أن زوجته توفيت هي أيضًا منذ 10 سنوات، ليظل الرجل في النهاية يعيش وحيدًا في غرفة متواضعة بحي السيدة زينب، يدفع لها 150 جنيها كل شهر: «عيالي ساعدوني على قد ما قدروا، بس هما عندهم عيال وظروفهم على القد»، مضيفًا أنه يأتي يوميًا من الساعة العاشرة صباحًا، ويظل جالسًا على الرصيف حتى الخامسة عصرًا طلبًا للرزق: «ربنا موجود ومبينساش حد».