| «عبدالله» مصاب بشلل الأطفال يبيع ليمون لإعالة أسرته: ابني محتاج عملية

«اشتري ليمون عشان أعصابك تروق»، نداءات متكررة يرددها الشاب الثلاثيني «عبد الله» أثناء سيره بعربته «الكارو» في إحدى شوارع قريته بملابسه الصعيدية المميزة، التي وضع بها بعض أكياس الليمون لبيعها، على أمل أن مساعدته في توفير قوت يومه والإنفاق على أولاده، خاصة بعد وفاة والده، رغم إصابته بشلل الأطفال منذ مولده، لكنه قرر أن يعيش كإنسان طبيعي ويتفاعل مع الآخرين.

«عبد الله» مصاب بشلل الأطفال منذ صغره

عبد الله سليم حسن، 36 عاما، ومقيم في مركز إسنا بمحافظة الأقصر، يروي في حديثه لـ«» معاناته مع مرض شلل الأطفال الذي أصيب به منذ ولادته والصعوبات التي تعرض لها بعد وفاة والده منذ 10 سنوات: «في الأول أبويا هو اللي كان بيصرف عليا عشان شلل الأطفال اللي عندي بس بعد لما مات مفيش حد وقف معايا، دورت على شغل وقولت هبيع ليمون».

لم يتمكن الثلاثيني من استكمال تعليمه، بسبب ظروف عائلته المادية الصعبة: «روحت أول سنة المدرسة، وبعدين أبويا قالي مفيش فلوس يا ولدي عشان تكمل تعليم، وخرجت من غير شهادة».

مرض ابنه «سليم» يثقل كاهله

وعلى مدار أعوام، أعانته أسرته على محاولات العيش بشكل طبيعي رغم مرضه، إذ يعيش في بيت والده بمدينة إسنا في محافظة الأقصر، ليتزوج فيه أيضا بسبب عدم قدرته على شراء منزل، وحظى فيه بأبنائه الأربعة، الذين تتراوح أعمارهم بين 2 و10 أعوام، لذا حاول بكل جهده لتمكينهم من تلقي التعليم بخلافه: «ابني محمد الكبير في 4 ابتدائي، وسليم سميته على اسم أبويا، بس مكنلوش نصيب من اسمه».

ورث «سليم» عن والده المرض، إذ يحتاج لجراحة باهظة التكلفة في المخ: «عنده ضعف كبير في الذاكرة، عرفناه لما كان له سنتين، الدكتور قالي لازم شرايين المخ لازم تتعمل بسرعة»، وهو ما أثقل كاهل «عبدالله» بشدة، كونه لا يمتلك ذلك المبلغ، خاصة بعد وفاة والده، ليحاول بصعوبة دفع فواتير المياه والكهربا وتلبية احتياجات المعيشة اليومية، ما دفعه لبيع الليمون: «كل يوم من الساعة 8 الصبح، بفضل ألف بالعربية لحد العصر».

الأب الثلاثيني: نفسي في مصدر رزق ثابت

بعد وفاة والده، عاني «عبدالله» من ضغوطات بالغة، حاول مواجهتها بكل ما لديه من قوة: «ليا سنة مجبتش فيها كيلو لحمه عشان مفيش فلوس والكيلو وصل لـ140 جنيه»، لذا يأمل في استعادة الراتب الذي كان يحصل عليه من الشئون الاجتماعية منذ أن كان في السابعة من عمره، بقيمة 410 جنيه، ولكن تم وقفه لأسباب لم يتمكن من معرفتها.

يأمل الأب الثلاثيني من الحصول على مصدر رزق ثابت له، يمكنه من إعالة أسرته الكبيرة وإجراء العملية لنجله الصغير: «نفسى في كشك أو محل صغير أقدر اشتغل فيه وأصرف منه».