خيّم الحزن على أهالي عزبة يونس التابعة إلى قرية القصير بمركز القوصية في محافظة أسيوط، عقب وفاة الشاب عبدالله ناصر غرقًا في مياه النيل قبل ساعات من حفل خِطبته مودعًا خطيبته التي كانت تنتظره مرتديا بدلة العرس، ليزف بالكفن الأبيض إلى قبره.
عبدالله توفي قبل ساعات من حفل زفافه
عبدالله ناصر، يبلغ من العمر 21 عامًا، ابن محافظة أسيوط الذي جاء من القاهرة لإتمام حفل خِطبته بحضور الأهل والأقارب والتي كان من المقرر إقامتها مساء أمس قبل أن ينتقل الشاب العشريني إلى الرفيق الأعلى قبل ساعات معدودة من الخِطبة.
ارتفاع درجات الحرارة كانت دافعًا لـ عبدالله وبعض أصدقائه للهروب إلى مياه النيل في الساعات الأولى من صباح أمس، إذ يحكي صلاح عمرو أحد أقارب «عبدالله» لـ«»، أنّه توفي في أثناء محاولة إنقاذ صديقه «إسلام»، الذي تعرض للغرق على بعد أمتار قليلة منه: «الجو كان حر اليوم ده وراح مع زمايله نزلوا في النيل، شوية وزميله كان بيغرق وهو كان بيحاول يجيبه ومسكوا في بعض وغرقوا الاتنين».
ويقول «صلاح» إنّ «عبدالله» حاصل على دبلوم تجارة، ولد ونشأ في الجيزة، ويعمل مع والده «باليومية» في منطقة الهرم، ويأتي إلى قريته عزبة يونس خلال الأعياد والمناسبات فقط: «عبدالله كان لسة جاي مع والده عشان يخطب واحدة من البلد، لكن هو اتولد وعايش في القاهرة وبيشتغل مع والده باليومية، وهم ناس على قد حالهم».
عبدالله ناصر أكبر أشقائه
و«عبدالله» هو أكبر أشقائه، وشقيقه الأصغر يبلغ من العمر 10 سنوات، وكان قد اعتاد النزول إلى مياه النيل عند كل زيارة في قريته على الرغم من حالات الوفاة المتكررة بسبب الغرق في نفس المنطقة: «دي مش أول حالة غرق تحصل في نفس المكان ده، فيه بردو واحد غرق في النيل من حوالي شهر».
ويقول «عمر» أحد أصدقاء الشاب العشريني، إنّه جاء إلى القرية ليحتفل بخطبته على أحد فتيات القرية إلا أنّ فرحته وفرحة أسرته لم تكتمل بسبب وفاته: «عبدالله ابن بلدي وجاري عايش عمره من صغره في القاهرة، توفى يوم فرحه وأمه كانت نفسها تشوف ابنها عريس في بدلته جنب عروسته وتفرح بيه، وأهله كان نفسهم يفرحوا بيه ويحضروا فرحه لكن ربنا أراد إنّ فرحه يكون في الجنة».
وكان مساعد وزير الداخلية مدير أمن أسيوط، تلقى إخطارًا من مأمور مركز شرطة القوصية، يفيد بورود بلاغ من الأهالي بغرق شابين من عزبة يونس، وبالانتقال والفحص تبين مصرع كل من «عبدالله ناصر» و«إسلام.ن» من عزبة يونس، وتبين أنّ الأهالي حاولوا إنقاذهما ولكن محاولاتهم باءت بالفشل.