| «عبد العزيز» سبعيني يعول 15 ابنا: «كنت عايز أعمل عزوة»

«العيل بيجي برزقه».. أعراف وتقاليد لدى البعض، لكنها كانت خلفية مشهد أليم، لرجل سبعيني يجلس مع أبنائه، وقد نسى أسماء بعضهم من كثرة عددهم، يتناولون طعام قليل على «طبلية» صغيرة، لا يسد جوعهم ليستكملوا عشائهم بالنوم، ليصبحوا ضحايا التقاليد الخاطئة.

يعيش عبدالعزيز محمد، في منطقة عرب غنيم بحلوان، وهو من أصول صعيدية تعود إلى محافظة سوهاج، وترعرع على أعراف وتقاليد خاطئة، كانت سببًا في تزعزع استقراره الأسري والمادي، بعد إنجابه 8 أطفال، لتكوين «العزوة» التي سمع عنها مرارًا وتكرارًا في طفولته.

معاناة «عبدالعزيز» مع أبنائه

 بدأ صاحب الـ73 عامًا، بالعمل صبي في «قهوة»، يتقاضى أجرًا بسيطًا، يكفي قوت يوم أسرته، ومع تزايد الاحتياجات أصبح العبء أكبر على كاهله، ليقرر السفر إلى العاصمة، لعله يجد مأوى أكثر أمنًا على صغاره، ولم يذق طعم الراحة، لكنه أصبح مجرد مصدر تمويل لأبنائه الصغار، يوفر لهم قوت يومهم عندما يقرص الجوع بطونهم، وفق حديثه لـ«»: «الدنيا جات عليا، بعد ما سمعت كلام الناس، اللي بتقول العيل بيجي برزقه».

انحنى ظهر العجوز من كثرة الأعباء والمسئوليات، ليعجل بزواج أولاده وبناته، وبدون تفكير متغاضيًا عن الظروف الصعبة، حتى لا يتراجع عن قراره بتخفيف عبء المسئولية عن كاهله، فقد هجرته زوجته هربًا من الفقر الشديد، بحسب كلامه: «شربنا المر سوا، لحد ما طلبت الطلاق من 9 سنين، وكل واحد فينا راح في طريق غير التاني، سابت عيالها».

تكاثر هموم الحياة على الرجل السبعيني

تمكنت الوحدة من «عبدالعزيز»، بعد زواج أبنائه وانفصاله عن زوجته، ليخفف تلك الوحشة عن نفسه، بالزواج من أخرى، وهو في عمر الـ61 عامًا، حتى يجد من تعينه على هموم الحياة، لكن ظروفها لم تكن على أفضل حال، فتعول 3 أطفال بعد طلاقها: «جبتها بعيالها وقلت أهي تكون سند».

يبدو أن الرجل السبعيني لم يتعلم من تجربته السابقة، لينجب 4 أطفال من زوجته الثانية، ليعيد المعاناة من جديد، بحرمان جميع الأبناء من التعليم، نظرا لحالته المادية بعد تقاعسه عن العمل، بعد أن أصبح الجسد غير قادر، على الجري كما كان في شبابه: «خلفت منها 4 أطفال».

لا يملك «عبدالعزيز» سوى معاش الشؤون الاجتماعية، الذي لا يتجاوز 450 جنيها، وتحصل زوجته على نفس المبلغ، ولكن هذا لم يكن كافيًا، لإطعام الأطفال، خاصة صرخات صغير، لا يتعدى عمره الـ4 أشهر، وفي حاجة لرعاية شاملة، وفقًا له: «كنت شغال في قهوة، ودلوقتي كل أما أروح أي مكان يقولولي سنك كبير، ومش عايزين صنايعية تاني».

العجوز يطلب المساعدة لإعانة أطفاله

يعيش «عبدالعزيز» مع زوجته، و7 من الأبناء، في شقة مكونة من غرفتين وصالة ومطبخ وحمام، ذات جدران متهالكة، وتفتقر إلى أدنى مقومات الحياة، ويبلغ إيجارها 500 جنيه شهريًا، إضافة إلى فواتير المياه والكهرباء والغاز، ورغم كل هذه المعاناة، توقف معاش الرجل المسن، لحصوله على 200 جنيه، من احدى الجمعيات الأهلية: «بقالي 4 شهور مبدفعش إيجار، لو مدفعتش صاحبة البيت هتطردني مع عيالي في الشارع، والمعاش وقف عشان في جمعية كانت بتديني فلوس».

يتمنى السبعيني، أن يعود معاشه من جديد، فهو يعيش على معونة 50 جنيهًا في الشهر، تقدم له كنوع من المساعدة: «نفسي المعاش يرجع»