قبل نحو 8 سنوات، توفيت جدة الفتاة عبير محمد، ابنة محافظة المنيا، والشهيرة بـ«عبير المعاني»، ولأنها كانت مقربة منها جدًا ولم تستطع تقبُّل فكرة فقدانها وعدم رؤيتها أو التحدث معها مرة أخرى، راحت «عبير» تبحث عن طريقة يمكن من خلالها الحديث مع جدتها، ليتطور الأمر لديها بعد ذلك وتطل على العالم بمشروع «سينما آثارية تحاكي الطبيعة عن آثار مصر»، الذي يمكن من خلاله التحدث مع كافة الموتى على مر العصور المختلفة وتحصل على براءة اختراع ويتم تسجيل المشروع باسمها في موسوعة «جينيس» الأمريكية للأرقام القياسية.
وفاة الجِدة وبداية فكرة المشروع
روت «عبير المعاني»، 25 سنة، حاصلة على ليسانس آداب تاريخ جامعة المنيا، خلال حديثها لـ«»، فكرة مشروع «سينما آثارية تحاكي الطبيعة عن آثار مصر»، موضحة أنها فكرت في الأمر بعد فقدان جدتها منذ نحو 8 سنوات، إذ أرادت ابتكار طريقة يمكن من خلالها رؤية الموتى والتحدث معهم، وأنها في سبيل ذلك راحت تدمج بين دراستها وبعض المهارات التكنولوجية الأخرى، مضيفة أن مشروعها يعتمد على استخدام جهاز الهولوجرام، إلى جانب بعض أجهزة الصوتيات التابعة وأجهزة تخزين وتسجيل البيانات الصوتية وأجهزة العرض الحديثة.
وعن الآلية المتبعة في مشروع «سينما آثارية تحاكي الطبيعة عن آثار مصر»، الذي يمكن من خلاله التحدث مع الموتى، أضافت «عبير المعاني»، ابنة قرية صفط أبو جرج بمركز بني مزار محافظة المنيا، التي تخرجت في كلية آداب قسم تاريخ محافظة المنيا، وحاليًا طالبة دراسات عليا آثار مصرية، أن الآلية المتبعة في المشروع تنقسم إلى عدة أقسام، وهي:
– تجهيز الأماكن الخاضعة للعرض المطلوب أو ما يسمى بـ«الغرف التفاعلية».
– تحديد الأشخاص المطلوب تجسيدهم من المصريين القدماء أو أي أشخاص آخرين بداية من عصور ما قبل الميلاد وحتى العصر الحديث.
– إعداد المعلومات الكاملة والوافية عن أي شخصية محل العرض بكل دقة، مع مراعاة تفسير وفك الرموز الموجودة علي جدران المعابد والكيانات الأثرية المطلوبة، إلى جانب جمع أقصى حد من المعلومات عن كل شخصية.
– إنشاء منظومة دقيقة لتنظيم العرض الرقمي متعدد الأبعاد.
– تحديد نبرة الصوت عن طريق جهاز الهولوجرام بناءً علي استخدام الأدوات المساعدة المتطورة التابعة بتركيبها علي حناجر المومياوات.
فكرة مشروع «سينما آثارية تحاكي الطبيعة عن آثار مصر»
«بعد عمل التجهيزات اللازمة والغرف التفاعلية والأجهزة المساعدة والتخزينية لجهاز الهولوجرام والمدون عليها الأصوات المستنبطة من حنجرة الشخصية مع نظام عرض المعلومات الصوتية، يقوم جهاز الهولوجرام بتجهيز صورة ضوئية متعددة الأبعاد للشخصية المطلوبة جاهزة للعرض والحديث الحواري»، هكذا تقوم فكرة «عبير المعاني»، مضيفة أن الزائر يمكنه طلب اسم الشخصية بصوته، ومن ثم يتولى جهاز الهولوجرام إعداد تلك الشخصية بشكل ضوئي كامل التجسيم، وتقوم الشخصية بإجراء حوار فعال مع الزائر عبر المعلومات الصوتية الحقيقية المخزنة على الأجهزة المساعدة لجهاز الهولوجرام ، بشرط ألا تكون أسئلة وحوارات الزائر تتخطى حدود زمن الشخصية المُجسمة، حتى تكون النتيجة إيجابية.
«عبير المعاني»: لحد دلوقتي مش لاقية ممول لمشروعي
«للأسف لحد دلوقتي ملقتش حد يمول المشروع.. جالي عروض تمويل من برا مصر بس أنا رفضت»، وفقًا لـ«عبير المعاني»، الحاصلة على جائزة 100 شخصية مؤثرة بالعربي، ودكتوراه فخرية من أكاديمية EFUO الدولية، مشيرة إلى أن مشروعها في حال تنفيذه على أرض الواقع سيوفر العديد من فرص العمل للشباب ويُحدث طفرة في السياحة المصرية، وأنها حصلت على براءة اختراع وتم تسجيل المشروع باسمها في موسوعة «جينيس» الأمريكية للأرقام القياسية.