«الطشت والمكحلة واللمبة الجاز» عناصر تخطف أنظار الرائحين والغادين، أمام لوحات «ريهام» بمعرض عتبة الستات 2022، الذي ملأت جدرانه 9 مشاهد كاريكاتيرية، من أفلام الزمن الجميل، تجسد الأم المصرية القديمة، لم يكن الأول من نوعه، بل غدت في رحلة إلى العالم تحلق في سماء مصر القديمة، لتنقل فترة من أجمل العصور للناس أجمع.
تخرجت ريهام الشامي في كلية التجارة، وبدأت حياتها بالسفر مع زوجها للخارج، الذي قرر الاسقرار في دولة الجزائر منذ 15 عامًا، وفقًا لطبيعة عمله بمجال الهندسة، ولم تستطع أن تلزم المنزل طوال وقتها، فكاد الفراغ يقتل شيئًا ما بداخلها، لذلك حاولت أن تبني هوية لها بعيدًا عن مجال دراستها، التي لم ترق إليها أيام الجامعة، حسب حديثها لـ«»: «أنا عايشة في الجزائر عشان ظروف شغل زوجي، وبدأت أبني مستقبلي هناك».
«ريهام» تدمج بين الموهبة والتراث
لم يمض وقت طويل ولعبت الصدفة دورها، وأحدثت تغييرًا في حياة «ريهام» المهنية، عندما التقت بمحمد طاهر، واحد من أهم الفنانين التشكيلين بالجزائر وشمال أفريقيا، ليستغل اهتمامها بالتراث وموهبتها في الرسم، وعرض عليها العمل بذلك الفن الراقي، من خلال لوحات تدمج بين هذا وذاك، قائلة: «طول عمري مهتمة بالتراث، وبيلفت نظري الحاجات القديمة، وبقى في ذهني صورة الناس وهي واقفة تتفرج على لوحاتي».
بدأت أفكار «ريهام» بشخبطة على ورق
بدأت أفكار «ريهام» بشخبطة على ورق، حتى تتجمع فكرتها كاملة، ثم تبدأ في التنفيذ باستخدام الزيت، لأنها الأفضل وبعد جفافها يمكن وضع طبقات أخرى عليها، وتأخذ اللوحة الواحدة فترة من أسبوعين لثلاثة أسابيع، وتعتمد لوحاتها بنسبة كبيرة، على مشاهد من الأفلام المصرية القديمة مثل فيلم الزوجة الثانية، وكان أول معرض لها في دولة المغرب بمهرجان فاس الدولي، بخلاف معارض في تونس والجزائر والأردن والبحرين والإمارات والهند، وجميع هذه المعرض تقوم على المرأة في أبهى صورها، وكان آخرهم معرض تبات ونبات بمصر عام 2019، بحسب كلامها.
أطلقت «ريهام» معرض عتبة الستات 2022، ويعد ثالث معرض بالقاهرة، وقد بدأ التجهيز له من شهر سبتمبر الماضي، وهو عبارة عن محاكاة لتراث المرأة المصرية بـ9 لوحات، باستعراض مشاهد مختلفة من الزمن الجميل، وبالأخص حياة الست الأم المصرية في القرن الـ20، وفقًا لها: «كل شغلي عن المرأة، وعتبة الستات الأحب لقلبي، لأنه بيتكلم عن المرأة في التسعينات».
لوحات كاريكاتيرية عن دور الأم
لوحات كاريكاتيرية تعبر عن تفاصيل اندثرت في عصرنا الحالي، بداية من لوحة توضح الولادة بالطريقة القديمة وأخرى للسبوع، والأم التي تطعم أطفالها، والزوجة التي تهتم بزوجها، ونموذج آخر من الخادمة التي تواجه مضايقات سيدها، فيشعر المتفرج بالسعادة بالنظر إلى هذه اللوحات، التي تعيد عليه الذكريات، مثل اللمبة الجاز والكولونيا، بحسب وصفها.