| «عثمان» يروي لـ «» كواليس رحلته للحج سيرا على قدميه.. فقد حقيبته

يسير على قدميه حاملا حقيبته فوق ظهره وعلم بلاده بين يديه، ليقطع آلاف الكيلومترات أملًا في تحقيق حلمه بالوصول من أوزباكستان إلى مكة المكرمة لتأدية فريضة الحج، بتلك الهيئة ظهر عثمان أرشد في رحلته الطويلة التي وثقها بالعديد من الصور ومقاطع الفيديو.

زيارة مكة المكرمة

يرغب كل مسلم في زيارة مكة المكرمة والمدينة المنورة مرة واحدة على الأقل، إذ يأتي الجميع إلى مكة بالطائرة، لكنني أردت أن أذهب إليها سيرًا على الأقدام، لأنني أعتقد أنه بالمشي ستتاح لك فرصة الاقتراب من الله، وأرى مختلف إبداعات الخالق، هكذا بدأ «عثمان» حديثه لـ«»: «تعرضت للانتقاد من البعض، خاصة على وسائل التواصل الاجتماعي، ولكن الكثير من الأشخاص شجعوني على الاستمرار».

كواليس ما قبل السفر لمكة

قبل أن يبدأ صاحب الـ26 عاما رحلته إلى الأراضي السعودية، خاض فترة طويلة من الدراسة والتجهيزات لمدة 10 أشهر تقريبًا فيما يتعلق بالرحلة، واضعًا عدد من الأسئلة التي يجب الإجابة عليها تمثلت في التالي: «أي الدول التي يجب أن أعبرها؟.. وكيف يمكنني الحصول على تأشيرة لتلك الدول؟.. كم كيلومتر ساقطعها للوصول إلى هناك؟.. ما الصعوبات المتوقعة التي سأواجهها في الطريق؟»

صعوبات واجهها «عثمان» خلال الرحلة.. منها فقدان التأشيرة

واجه الشاب الباكستاني العديد من الصعوبات، خلال الرحلة سواء التغييرات المناخية أو فقدان حقيبته والتأشيرة، وفقا لما رواه: «عندما بدأت رحلتي من باكستان، كان الجو حارًا جدًا، ثم كان الجو باردًا جدًا في إيران، ومع البرد كانت الرياح شديدة البرودة لدرجة أن وجهي تغير لونه، لكنني واصلت رحلتي حتى في البرد القارس».

ولكن الأصعب من التغيرات المناخية كان فقدان «عثمان» لحقيبته التي تحتوي على جميع المستندات وجواز السفر والتأشيرة وبطاقة الهوية وبطاقات الصراف الآلي والمال في باكستان، الأمر الذي جعله قلقًا للغاية، إلا أن والده طمأنه بأن يكمل رحلته وسيعثر عليها بالتأكيد: «وصلتني حقيبتي بعد 10 أيام فقط».

ونظرًا لعدم وجود سكان لعدة كيلو مترات، اضطر الشاب الباكستاني لنصب خيمة داخل الصحراء للمكوث بها ليلا، كما تغلب على مشكلة الطعام بالاعتماد على تناول الخبز في الأماكن الغير مأهولة بالسكان.

المسافة التي قطعها «عثمان»

خمسة آلاف وأربعمائة كيلومتر حجم المسافة التي قطعها «عثمان» في مدة استغرقت 6 أشهر و13 يومًا، تعرض خلالها لإصابة قدمه بالبثور: «دخلت إيران من باكستان والإمارات من إيران والسعودية من الإمارات».

وتلقى الشاب الباكستاني تشجيع كبير من آلاف الأشخاص الذين قابلهم على طول الطريق: «أعطتني هذه الرحلة الفرصة لأكون قريبًا من الله، عندما تسافر هذه المسافة الطويلة سيرًا على الأقدام، يمكنك رؤية العديد من المعالم على طول الطريق، والتي لا تزال تشكر الله عليها».

ممارسة رياضة العدو

ولم تكن هذه رحلته الطويلة الأولى لـ «عثمان» الذي يقوم بعمل بكالوريوس في الاتصال الجماهيري من جامعة أوكارا، فعلى الرغم أنه لا يمارس رياضة العدو لمسافات طويلة، إلا أن حبه للمشي منذ الصغر، كان دافعا له لخوض رحلة في عام 2021 استمرت لمدة 34 يومًا، بدأت من مدينته أوكارا إلى الحدود الباكستانية الصينية التي كانت تقدر مسافتها بـ 1270 كيلومترًا.