يضع حجرا على جانب أحد الشوارع بالسيدة زينب، ليجلس عليه بجسده النحيل وجلبابه الواسع، واضعا أمامه أدواته التي يستخدمها في تكسير الحوائط والكتلات الخرسانية، وهي عبارة عن عدة مرزبات بأوزان وأحجام مختلفة، ويبدو أنها نالت من صحته كثيرا خلال رحلته التي طالت في التكسير.
«أعمل أيه طيب، غصب عني بشتغل في التكسير مفيش حاجة تاني قدامي، باخد 1000 جنيه معاش تأمين بس مبتكفيش.. عندي 4 أبناء منهم 3 اتجوزوا وأنا اللي بصرف على البيت لأن ابني الرابع مش لاقي شغل»، هكذا قال عجبان عبداللاه، 70 سنة، ابن قرية بني قرة بمركز القوصية في محافظة أسيوط، الذي يسكن بحي السيدة زينب بالقاهرة، في حديثه لـ«»، وأنه في هذه المهنة منذ 40 عاما، ولا يجد بديلا لها يستعين به في مواجهة الظروف المعيشية الصعبة وإعالة أسرته.
«عجبان» يعيش في مطحن بالإيجار
يخرج «عم عجبان» كل يوم من الساعة الـ 7 صباحا، حاملا على كتفه أدواته الثقيلة التي لا تتناسب مع صحته المتهاونة، ليجلس على جانب الشارع مُنتظرا رزقه كعامل باليومية: «باجي أقعد من الساعة 7 الصبح وأستنى حد يجي يطلبني في أي شغلانة.. ويوم فيه شغل و 10 لأ.. أيام كتير بفضل قاعد لوقت الضهر ومحدش بيجي ياخدني أشتغل فبرجع تاني»، وفقا لـ«عم عجبان»، وأنه يعيش في مطحن بعد أن سمح له العمال بذلك: «عمال المطحن حنوا عليا وقعدوني ومبياخدوش مني فلوس».
مجهود شاق يبذله لكبر سنه
مجهود شاق يبذله «عم عجبان» مع الكتلات الخرسانية الصلبة طوال اليوم، مما يُسبب له إرهاقا كثيرا وهو يرفع أدواته الثقيلة مرارا وتكرارا مُحاولا تكسيرها: «الشغل على حسب، ممكن أروح وأرجع المغرب وممكن شغلانة تستمر لبعد المغرب.. وفي شغل مبقدرش أكمل فيه وبضطر أسيبه وأمشي»، بحسب «عم عجبان».