على الرغم من بلوغه الـ75 عامًا، لم يفكر في الراحة، لإيمانه بأن العمل جزء من بقائه على قيد الحياة، في الصباح الباكر يخرج مستقلا دراجته الهوائية يتجول بها في شوارع المنصورة معلقا لوحة خشبية مكتوب عليها بخط اليد «تصليح جميع أنواع البوتاجازات».
مسعد إبراهيم، الشهير بـ«الباشمهندس مسعد»، بدأ رحلة كفاحه منذ 50 عاما، بتصليح البوتاجازات عن طريق التجول بدراجته، ورغم تخطيه الـ70 بخمس سنوات، فإنه لم يتخل عن عمله الذي أنفق من خلاله على 4 أبناء.
50 عاما في تصليح البوتاجازات
يؤمن «عم مسعد» بأن العمل في هذه السن لا يعيب صاحبه، بالعكس يراه أفضل من الجلوس في البيت: «أحسن ما أقعد في البيت من غير شغل، أو أقعد على القهوة، هفضل أشتغل حتى آخر نفس في عمرى، وبنصح كل الشباب أنهم يشتغلوا، الشغل هو اللي بيعمل الإنسان ويخليه يعتمد على نفسه».
لا يملك ورشة أو محلا خاصا، إنما يعتمد على لافتة وضعها على دراجته التي يستخدمها في التجول بين شوارع المنصورة، ووضع عليها رقم هاتفه: «الناس عرفتنى من صوري على صفحات التواصل الاجتماعي ومن بعدها جالي اتصالات كتير علشان أصلح البوتاجازات الناس بيحبوني وبيستقبلوني بترحاب بشوارع المنصورة».
لا يتقاضى «مسعد» معاشا ولا يملك شقة سكنية ويسكن بالإيجار، متمنيا الحصول على شقة: «مش هبطل شغل طول ما أنا عايش، عشان مامدش إيدي لحد».
يشير إلى أنه ليس له حساب على السوشيال ميديا، ولكن ابنه «عبدالرحمن» يقرأ له تعليقات الناس، ويرد على المكالمات ويكتب له عناوين الزبائن التي تطلبه: «بيساعدني في تنظيم الشغل عشان بيجيلي اتصالات كتير من بعد ما كتبوا عني على الفيس بوك».
أمنيات عم مسعد
يرغب العم مسعد في الحصول على شقة نظرا لتكاليف الإيجار وزيادة الإيجار سنويا وأن تساعده الدولة في الحصول عليها، متمنيا من المسؤولين أيضا في إيجاد فرصة عمل لابنه الصغير الحاصل على دبلوم زراعي، حتى يستطيع استكمال حياته بعمل دائم معتمدا على نفسه.