| عدسة «شيماء» تبرز جمال مصر: «نفسي الناس تكتشف معالم بلدنا الحلوة»

موهبة كبيرة في التصوير تمتعت بها شيماء فكري، ابنة محافظة القاهرة، راحت تستغلها في إظهار جمال مصر والترويج له من خلال التجول في الأماكن المختلفة والتقاط صورًا فوتوغرافية بعدسة كاميرتها كانت سببًا في الترويج للثقافة والتراث المصري وزيادة رغبة عدد كبير من الأجانب من جنسيات مختلفة في القدوم إلى مصر والتمتع بزيارتها.

فلسفة عميقة لاكتشاف الجمال الداخلي

فن التصوير بالنسبة لـ«شيماء» لم يتلخص في كونه المهارة في التقاط صورًا فوتوغرافية أو اختيار زوايا التصوير، بل هو فلسفة عميقة لاكتشاف الجمال الداخلي في الأشياء من حولها، ووسيلتها المضمونة في التعبير عما تراه بقلبها قبل عينيها، فتجدها تتجوَّل في أماكن قد تبدو للبعض عادية إلا أنها وبمجرد رفع كاميرتها والتقاط الصورة تجد كل شيء قد تغير وكأن المكان أعلن عن جماله بعد سنوات من التخفي.

«أنا بصوَّر ببساطة شديدة وبدون حسابات وتعقيد.. بمجرد ما بمشي في المكان وأحس أن روحي امتزجت به واختلطنا مع بعض بمسك الكاميرا وبصوَّر علطول دون تفكير».. قالتها «شيماء»، الحاصلة على ليسانس آداب إعلام جامعة عين شمس، وأنها منذ صغرها تميل للفنون بأشكالها المختلفة وتقضي بها أغلب الوقت، في تارة تمسك ورقة تشكل عليها ما يخالجها من مشاعر، وأخرى تطالع لوحة فن تشكيلي تتفحصها وتغوص في جمالها المخفي وهي مسلوبة الإرادة شاردة الذهن، وثالثة تتجوَّل بكاميرتها في الشوارع لتجمد لحظات من الزمن تخلدها وتحتفظ بها في هيئة صور فوتوغرافية.

استغلال مهارة التصوير في الترويج لجمال مصر

«أنا بحب بلدي جدًا لأنها فعلًا جميلة وتستاهل تتحب، ونفسي الناس كلها تكتشف الجمال في بلدنا الحلوة»، وأنها لذلك قررت استغلال مهارتها في التصوير لإظهار ثقافة مصر وجمال إرثها الفني، فتقضي ساعات طويلة تتنقل في القاهرة القديمة بما فيها من مساجد شاهدة على عظمة العمارة الإسلامية، وأيضًا ما تحويه من شوارع ومحال قديمة لا زالت تحمل ملامح الحياة المصرية الشعبية المنفردة بالجمع بين البساطة والجمال: «حقيقي في كل خطوة بكتشف حاجات جديدة ومُبهرة، بحس إني كل ما أمد إيدي أطلع بحاجة».

أماكن مختلفة زارتها «شيماء» للتمتع بها والتقاط العديد من الصور، منها منطقة الجمالية، ومسجد أحمد بن طولون وشارع المعز، فضلا عن محافظات إسماعيلية، بورسعيد، إسكندرية والفيوم وأيضًا دهب وشرم ومحمية رأس محمد في سيناء: «بزعل لما حد مصري يقولي بشوف حلاوة مصر في صورك بس، لأنها حلوة لوحدها وأنا مش بعمل حاجة غير أني أنقل الواقع حتى من غير أي إيديت على الصورة»، مؤكدة أن عدد كبير من الأجانب في دول مختلفة مثل إيطاليا وإسبانيا وإنجلترا تواصلوا معها للتعبير عن إعجابهم بجمال مصر ورغبتهم في القدوم لزيارتها: «فيهم ناس كتير جات وكانوا بيتصوروا ويبعتولي صورهم في الأماكن اللي أنا كنت مصوراها».

معارض ومسابقات فنية شاركت بها «شيماء»

عدة معارض ومسابقات فنية محلية شاركت فيها ابنة محافظة القاهرة منذ بدء رحلتها مع التصوير، منها مسابقة «نهر البحر» بساقية الصاوي، التي حصلت خلالها على المركز الأول مرتين، كما شاركت في صالون «الشباب» بقصر الفنون بدار الأوبرا المصرية، وأيضًا «القاهرتان» الذي نُظِم بالمشاركة مع مبادرة سيرة القاهرة، بهدف محاكاة لوحات الفنان المستشرق الهولندي «روبرت هاي» الذي رسم القاهرة ودروبها في القرن التاسع عشر من خلال التقاط صورًا فوتوغرافية للأماكن نفسها ولكن في العام 2022.