| عراقية تروي حكايتها مع روايات أجاثا كريثتي في ذكرى مولدها: تذكرني بصوت أمي

بصوتها الحنون الدافئ كانت تقرأ والدة أحلام، روايات أجاثا كريستي المشوقة وهي بعمر الـ 9 سنوات في منزلهم الصغير بقرية البوجواري بمدينة تكريت، في محافظة صلاح الدين بالعراق، تظل عين الصغيرة معلقة على وجه أمها تنتظر معرفة الأحداث بلهفة، وترمقها الأم بابتسامة قبل أن تكمل في هدوء قصتها غير مكترثة برجاء عيون طفلتها أن تسرع بالقراءة رغبة في حل اللغز.

وما أن تنهي الأم الرواية حتى تبدأ الطفلة في الإلحاح أن تقرأ لها والدتها رواية أخرى من مجموعة روايات الكاتبة الإنجليزية أجاثا كريستي، التي أحضرها لها خالها من الخارج، «سنة 1989 خالي كان مسافر خارج العراق فجاب روايات أجاثا لأمي هدية وكانت محتفظة بيهم».

رويات أجاثا كريستي رفيقة الطفولة

كبرت الطفلة، وظل مشهد والدتها وهي تروي روايات أجاثا كريستي في مخيلتها، تذكرته رغم مرور 20 عاما كلما تمسكت بإحدى الروايات التي أصبحت بينها علاقة خاصة جدا، وكأنها الرفيق والصديق الذي لا يمكنها التخلي عنه حتى أنها تصطحبهم معها في سفرها وترحالها، وتقرأ الروايات على الحاسوب كلما سنحت الفرصة، بحسب حديث أحلام ل «»، «منذ 20 سنة كان عمرى 9 سنوات كانت أمي تروي لي روايات أجاثا.. وكنت أقراها على جهاز الحاسوب، وكان يقرأ معي أخي عمر، وكنا نتسابق بتحميلها لقرأتها: عمر كان يروح للمكتبه ينزل روايات أجاثا كريستي في الحاسوب، والآن عندما كبرت وتزوجت أصبحت لدي كتب روايات أجاثا».

داعش تنهب منزل أحلام وتفقد روايات أجاثا كريستي الخاصة بوالدتها 

وعن اللحظات الصعبة التي تتذكرها الابنة مواليد 1994، هجوم داعش على المنازل لسرقتها عام 2014، ومن بينهم منزلهم الصغير بقرية البوجواري بتكريت، وهو ما تسبب في سرقة كافة محتويات المنزل ومن بينها مجموعة أجاثا كريستي التي احتفظت بها والدتها على مدار عقود كذكرى من أخيها وجزء من ذكريات العائلة، نسجت من خلالها علاقتها المميزة بابنتها، «سنة 2014 بهجوم داعش على محافظة صلاح الدين تركنا بيتنا، وانسرق كل بيتنا، وانسرقت معه كل روايات أجاثا كريستي اللي كانت أمي تحتفظ فيه».

أحلام عن وفاة والدتها: السرطان خد والدتي بسرعة

أصيبت الأم بالمرض اللعين وتوفيت خلال رحلة العلاج، وظلت أحلام محمد من العراق في حمل روايات أجاثا كريستي كأنها قطعة من والدتها تتضمن في طياتها الأمان والسكون الذي فقدته الابنة برحيل والدتها، حتى أنها لا تتخلى عنها من يدها حتى خلال سفرها لأي مكان وبأي وقت، «والدتي توفت بمرض السرطان قبل سنتين، أمي مواليد 1972 بس المرض أخذها بسرعة، لسه بذكر لما سمعت الرويات بصوت أمي رحمها الله أول مرة أدمنتها وتولعت بها، والآن أنا مسافرة من بغداد الى كركوك وأحمل معي رواياتها».

صورة لروايات أجاثا كريستي تحملها أحلاما خلال رحلتها من بغداد إلى كركوك

أحلام: كل روايات أجاثا كريستي ما ينوصفون

وتروي أحلام، أنها تعلقت بكل روايات أجاثا كريستي ولا تفضل أي منهم على الأخرى، وتعتبر أن الروايات كلها لا يمكن وصفها بكلمات: «الصراحة ما اقدر أظلم روايتها وأقول أحب كمْ رواية، لأن كلهم ما ينوصفون، بس أكتر روايات اقراها التضحية الكبرى وموت فوق النيل وموعد في بغداد ومعبد الحب».

رغبة قوية لدى أحلام أن يكمل أبناؤها مسيرة حبها للروائية الإنجليزية اجاثا كريستي، غير أن ابنها البالغ من العمر 11 عامًا يشاهدها تقرأ الرويات ولا يقرأ مثلها.