| عرض زواج على التليفون يكشف المحلل الشرعي: بيطلب فلوس والاتفاق «لما نتقابل»

واقعة كررها 33 مرة، حسب ادعائه، فلن يضيره تكرارها للمرة الـ34، لكنها لم تكن محاولة جادة، كانت فخا لاكتشاف زيف الرجل أو حقيقته، فالرجل الذي استحوذ على اهتمام الإعلام بعد تفجيره مفاجأة احترافه العمل كمحلل، ووصفه لفعله بأنه شرعي، وجرأته في الظهور عبر أحد البرامج والكشف عن فعله الذي قدمه باعتباره «لوجه الله» ودون مقابل وبأهداف نبيلة تبدأ من الحفاظ على البيوت، ولم شمل الأسر التي خربها الطلاق. 

لم يكن الوصول إلى محمد الملاح، المعروف إعلاميا بالمحلل الشرعي، سهلا أو يسيرا، ظهر الرجل مرة واختفى، وتعمد الاعتذار عن كل عروض الظهور عبر المواقع والفضائيات بطلب مبالغ كبيرة نظير الظهور، كان يدير الأمر من خلال الـ«واتس آب»، الاتفاق والاعتذار أيضا، وهو ما دفع «» لسلك طريق آخر للوصول إليه، والتأكد من ادعاءاته أو كشفها.

البحث عن رقم للتواصل

يلخص الملاح دوره في أنه يحل مشكلات المتزوجين، وخاصة الرجال ممن تجاوزا مرات الطلاق الشرعية، بيمين بائن أو بثلاث مرات، لذا كان الطريق الأنسب للوصول إليه هو طلبه كمحلل شرعي، بادعاء أن ثمة زوجين وصلا إلى الطلاق للمرة الثالثة، وهو ما يستدعي وجود محلل، وذلك من خلال التواصل معه عبر الـ«واتس آب».

حكاية الملاح التي تم تداولها في وسائل الإعلام، تحمل وجهتي النظر، البعض يراه ساعيا للشهرة، وآخرون يرونه صادقا محقا فيما يرويه من مشكلات وأزمات ترصدها محاكم الأسرة يوميا، لكن ثمة عبارة دفعت الملايين ممن تابعوا قصته إلى التشكيك فيها، جملة «أفعل هذا لوجه الله تعالى»، نافيا أن يكون ممن يتكسبون من وراء هذا الفعل، مؤكدا أنه لا يحصل على أي نقود مقابل مهمته، التي يُصر أن تتم وفق شرع الله، سواء في شرطي الخلوة أو الدخول بالعروس.

في البداية تشكك الملاح، وأبدى عدم ثقته في محدثه، لكنه وأمام إصراره على لقائه ورغبته في الاستعانة به كمحلل حتى يستطيع الزواج مجددا من مطلقته، وافق الملاح، بعدما شعر بصدق محدثه، وبعدما قدم محدثه رواية «ما تخرش المياه»، حين أكد له أنه كتب بعض ممتلكاته باسم زوجته، وأنه لابد له من ردها لعصمته حتى لا تضيع الثروة عليه.

حديث هاتفي.. وقصة وهمية لمقابلته

ورغم الحيطة الشديدة التي أبداها الرجل في الحديث أو الاتفاق مع محدثه، إلا أنه وقع في الفخ، وبدأ في إملاء شروطه في الاتفاق، وكانت بوضوح ودون مواربة «مش بجيب مأذون، إنتوا اللي بتجيبوا المأذون، بس بشرط، ميعرفش حاجة من اللي بنعمله، هو هيكتب الكتاب بصورة شرعية، واتفاقنا يظل سر بيننا».

تحديد السعر.. وحكاية مأذون

وفي الاتصال الثاني لتحديد الموعد المرتقب للقاء وإتمام الزيجة، جاء الاتفاق على المقابل المادي بسؤال مباشر «هتاخد كام يا عم ملاح.. إحنا مش محتاجين غير 24 ساعة فقط»، هنا بدأ حديث الملاح يتغير ويتحول إلى اتفاق واضح «بقولكم إيه.. الكلام ده مينفعش في التليفون، أنا قاصد وجه الله، ولما نتقابل نتفق على الفلوس وكل حاجة، هات الزوجة والمأذون، هو عقد جواز شرعي، وهنمضي العقد النهارده والطلاق بكره إن شاء الله».

ورغم الاتفاق المبدئي والتجاوب الذي أبداه الملاح، لكنه تحفظ وبشدة على ذكر مكانه، واتفق مع محدثه على اللقاء في المهندسين مكتفيا بالقول: «تعالى أي مكان في المهندسين ورن عليا وقولي مكانك وأنا هجيلك».

اتفاق.. ثم اعتذار «أنا آسف»

رسالة مبهمة من الملاح، أعادت الأمور إلى خانة الصفر، حين تشكك في محدثه، فأرسل رسالة عبر واتس آب، اعتذر فيها عن إتمام الزيجة والاتفاق، متعللا بأنه لا يعرف محدثه، وليس بينهما دوائر اتصال أو صلة تدفعه للثقة فيه، مؤكدا أنه توقف عن العمل محللا شرعيا منذ 6 أشهر، وأن كل هدفه من الظهور والحديث إعلاميا هو إيصال صوته للمسؤولين لإيجاد حل للظاهرة وليس مجرد انتقادها، ثم كرر اعتذاره.