| عرقسوس «عبدالله» ماركة مسجلة في الجيزة من 52 سنة: نفسي أرتاح من اللف

اعتاد «محمد عبدالله» صاحب الـ 67 عامًا، على الخروج بعربة التمر والعرقسوس منذ أكثر من 52 عامًا، يجوب بها شوارع وحواري محافظة الجيزة، من الثامنة صباحًا وحتى غروب الشمس، حتى يوفر نفقات معيشته هو وأبنائه بعدما ترك محافظته سوهاج؛ متوجها إلى العاصمة بحثًا عن لقمة العيش.

بيع التمر والعرقسوس منذ 52 عامًا

«بقالي 52 سنة على الحال ده.. بلف الشوارع بالعرقسوس»، قالها عبدالله لـ«»، حيث قرر منذ زواجه وإنجابه 6 أبناء أن يستقر في محافظة الجيزة في فصل الصيف لبيع التمر والعرقسوس، سعيًا إلى توسيع رزقه؛ كي يتمكن من تعليم أبناؤه وكفايتهم من مأكل ومشرب وغيره: «كنت بشتغل في الشتاء عامل زراعي.. وأول ما ييجي الصيف أنزل بعربية التمر ألف بيها الشوارع علشان عيالي». 

علاقة طيبة تجمع «عبدالله» بأهالي الجيزة

استطاع «عبد الله»، أن يصنع علاقة طبية مع أهالي أحياء الجيزة منذ عشرات السنوات وحتى الآن، فبمجرد سماعهم صوت الصاجات النحاسية التي تُنذر باقترابه، ينادون عليه طالبين التمر والعرقسوس: «الناس هنا عشرة.. بينادوا عليا من الشبابيك والبلاكونات يطلبوا بـ5 أو 10 جنيه تمر»، كما عرفه أطفال المدارس الذين ينتظرونه كل يوم في وقت الخروج حتى يروي عطشهم بمشروباته المُثلجة، حسب تعبيره.

«عبد الله»: ولادي شقوا طريقهم ومبيسألوش عليا كتير

«زمان كانت الشغلانة فيها بركة وفلوس»، حيث استطاع خلال عمله على عربة التمر والعرقسوس أن يُعلم أبنائه الـ6 ويزوجهم دون أن يمد يده لأحد، ليستقر به الحال بعد سنوات عديدة هو وزوجته المسنة في شقة إيجار بأحد أحياء الجيزة: «ولادي كل واحد شق طريقه.. ومبيسألوش غير كل فين وفين».

يتمنى «عبدالله» الحصول على معاش

رغم تخطيه الـ67 عامًا، يضطر صاحب عربة العرقسوس إلى النزول للعمل يوميًا لأكثر من 10 ساعات حتى يُوفر نفقات معيشته هو وزوجته، إذ يقوم بدفع إيجار 800 جنيه، بجانب تكاليف المياه والكهرباء، ومصاريف المأكل والمشرب دون أية مساعدة: «لو منزلتش في يوم اشتغل هقعد أنا ومراتي من غير أكل»، مُتمنًا في نهاية حديثه أن يتوفر له معاش يُغنيه عن اللف في الشوارع: «نفسي في معاش، مبقتش قادر أزق العربية ولا أمشي مسافات طويلة».