يعمل «عزوز»، نحو 16 ساعة يوميًا، إذ يستيقظ في تمام الخامسة فجرًا، ليستعد لرحلة طويلة من العمل اليومي، المنقسم بين شركة النظافة التي يعمل بها كعامل نظافة للطرق والشوارع، وبين العطارة التي يعمل بها كبائع حتى تمام الحادية عشر قبل منتصف ليل كل يوم، وكل هذا من أجل أن يوفر الأموال اللازمة لتعليم أبنائه الأربعة كما يجب أن يكون، بعدما قادته الظروف المعيشية إلى عدم استكمال تعليمه بعد الشهادة الإعدادية.
عزوز شحات، عامل نظافة وبائع بمحل عطارة، يبلغ من العمر 36 عامًا، والتقت به «»، وهو يمارس مهامه كعامل نظافة بشارع جامعة الدول العربية التابع لمحافظة الجيزة، في تمام السابعة إلا ربع صباحًا، ليكشف لنا عن حكايته المليئة بالسعي والكفاح والاجتهاد من أجل أن يوفر حياة كريمة وتعليمًا جيدًا لأبنائه.
يجمع «عزوز» بين عمليه منذ 5 شهور
التحق «عزوز» بالعمل لصالح شركة النظافة قبل 5 أشهر، بعدما أصبح راتب محل العطارة لا يكفي مصاريف أسرته التي يعولها وتعليم أبنائه: «عندي 4 عيال أكبرهم 13 سنة، وكلهم في مدارس، ولو مشتغلتيش شغلانتين مش هعرف أعلمهم كويس»، وفق ما يرويه أب الأبناء الأربعة في حديثه مع «».
يعمل «عزوز» بشركة النظافة بنظام الأجر اليومي
يتقاضى «عزوز»، راتبًا قليلًا للغاية من شركة النظافة، لكنه مُجبر على الرضا بهذا العمل، الذي يمارسه لـ 8 ساعات متواصلة يوميًا، قبل أن يتجه إلى محل العطارة الذي يقضي به 8 ساعات أخرى: «أنا بشتغل في الشركة بنظام الأجر اليومي، جيت الشغل النهاردة بيتحسب، مجيتشي يبقى مفيش مرتب، ولو اشتغلت كل الأيام مرتبي بيوصل 1400 جنيه بس، مفيش في إيدي حاجة غير أني أسعى عشان ولادي، وبدعي ربنا يفضل مديني صحة أعرف بيها أشتغل شغلانتين وأكثر عشانهم وعشان تعليمهم».
أحلام عامل النظافة، بسيطة للغاية مثل بساطته في تعامله مع تلك الحياة ومشاكلها اليومية، فلا يحلم سوى بـ:«نفسي الدنيا تتظبط بالنسبة للشغل، ولما أكبر مبقاش مُجبر على شغلانة واتنين وأكتر».