| «عزيزة» سبعينية تبيع بضاعتها على كرسي متحرك في شوارع الدقي: نفسي أحج

حالة من الرضا والسعادة أنعشت قلب عزيزة وقت بلوغها العقد السابع من عمرها، بعد تعافي قدميها، عادت لتتنقل بين الشوارع بكرسيها المُتحرك الذي تستخدمه في عرض منتجاتها البسيطة لبيعها للمارة، مُستعينة بالجنيهات القليلة التي تجنيها في إعالة بنتيها المطلقتين و6 أحفاد.

زواج «عزيزة» بعد وفاة زوجها الأول 

تحكي «عزيزة»، 61 عامًا، من سكان عزبة أولاد علام بحي الدقي، محافظة الجيزة، في حديثها لـ«»، قصة كفاحها التي بدأت بزواجها في الصغر من رجل أنجبت منه 5 أبناء، ثم توفاه الله، لتتزوج من رجل آخر: «بعد ما جوزت بناتي أتجوزت تاني.. جوزي اللي معايا دلوقتي شغال بيمسح عربيات وأنا بشتغل علشان أساعده وعلشان أصرف على بناتي وعيالهم لأن عندي بنتين مطلقتين».

إعالة مُطلقتين و6 أحفاد 

تعيش «عزيزة»، الآن برفقة زوجها وبنتيها المطلقتين وأحفادها، في بيت صغير عبارة عن غرفتين وصالة: «في راجل سعودي الله يباركله لما شاف ظروفي أنا وبناتي بنى لنا بيت قعدنا فيه.. بنتي عبير عندها 22 سنة واتطلقت من جوزها بس معندهاش عيال، وبنتي عنايات اتطلقت ودي معاها 6 أطفال وبتشتغل في البيوت تمسح وتنضف علشان تصرف على عيالها»، هكذا قالت «عزيزة»، لافتة إلى أن ابنها «عماد» حُكم عليه بالسجن 7 سنوات، و«علاء» متزوج ويعمل فراشًا في إحدى المدارس.

«الحمد لله مبدفعش إيجارات، بس الكهرباء بتجيلي بـ 220 جنيه في الشهر، والمياه جاتلي بـ 34 جنيه، معندناش غاز طبيعي بس بجيب الأنبوبة كل شهر بـ 90 جنيه»، بحسب «عزيزة»، وأنها تحصل على معاش شهري 2000 جنيه.

تعافي قدم «عزيزة»

تتنقل «عزيزة» بكرسيها المُتحرك في الشوارع عارضة بضاعتها التي تنوعت بين علب المناديل و«ماسكات» للأطفال وبلالين، بالإضافة إلى بعض الخضروات: «واحد صدمني بالعربية زمان ورجلي حصل فيها مشكلة مكنتش بقدر أمشي عليها، وهو اللي جابلي الكرسي ده، عيالي وجوزي فضلوا معايا فترة وبعد كدا زهقوا مني وسابوني خالص وبعدوا عني.. شوية بشوية بقيت اعتمد على نفسي وأتحرك بالكرسي وبعد فترة الحمد لله رجلي خفت خالص واستخدمت الكرسي أبيع عليه بضاعتي»، هكذا روت «عزيزة».

أمنية «عزيزة»

عملية قديمة أجرتها «عزيزة»، في عينيها جعلتها لا تستطيع التعرض للشمس، لذلك فهي تبدأ عملها بعد غروب الشمس، تتنقل بين الشوارع هنا وهناك على أمل بيع ولو جزءًا مما تحمله: «نفسي أحج.. أتمنى من الله أني احج.. مش عايزة حاجة من الدنيا ولا مال ولا بنون، ياخدوا مني اللي ورايا واللي قدامي بس يخلوني أحج»، هكذا تمنت «عزيزة»، متلهفة وهي تنظر إلى السماء.