| «عزيز» فقد قدميه في حادث قطار وتخلت عنه أسرته: «بزحف على ايدي في الشارع»

بعد أن كان ينعم بحياة مستقرة بسيطة، قلب حادث قطار حياته رأسا على عقب، فلم يكن أزمته الأولى التي كلفته بتر قدميه، ولكنه اصطدم بتخلي أسرته عنه، بعد أن فقد قدرته على المشي، ليجد نفسه بين أحضان شوارع القاهرة الكبرى الباردة، متنقلا بين الأرصفة وأكوام القمامة ولا يجد مكانا يأويه أو غطاء يحتمي به.

«عزيز» تخلت عنه أسرته بعد حادث قطار

سنوات من الشقاء عاشها عزيز عاطف، صاحب الـ 21 عاما، بعد تخلي أسرته عنه نتيجة تعرضة لحادثة قطار، في عام 2018، أدى لفقدانه قدميه، ليعاني منذ ذلك الحين، لأزمات وظروف صعبة عديدة، خاصة بعد زواج أخته التي كان يعيش معها وتسانده.

يروي ابن المنيا، في حديثه لـ«»، أنه ولد بالمحافظة الصعيدية ولكنه انتقل إلى القاهرة مع أسرته منذ أن كان عمره 5 أشهر، ليبحث والده عن مصدر للرزق، ليعانوا من مصاعب الحياة سنوات طويلة، حاول فيها العمل لمساعدة ذويه، قبل أن يفقد قدميه.   

حادث قطار غيّر حياة «عزيز»

منذ 4 أعوام، تعرض الشاب لحاث قطار أليم، تسبب في فقدانه قدميه: «كنت بعدي السكة الحديد والقطر جاي دخل فيا، وبعدها عملت 9 عمليات في رجلي الاتنين»، وعقب ذلك لم ضعفت قدرته على العمل أو البحث عن مصدر رزق ملائم لظروفه، لذا اعتمد في البداية على شقيقته: «أنا كنت بقعد في البيت وأختي هي اللي كانت بتشتغل وتصرف عليا، ودي حاجة كانت حازة في نفسي أوي بس مش عارف اعمل حاجة».

صدمة تعرض لها الشاب العشريني بعد الحادث، إذ تجاهله والديه، ليتجه إلى العيش مع شقيقته في إحدى مساكن شارع فيصل: «بعد الحادثة أبويا وأمي مش بيسألوا عليا خالص، وبعدين عشت مع أختي، بس لما أتجوزت سيبت البيت ومشيت عشان مينفعش أقعد معاها»، ليجد نفسه في الشارع دون أسرة أو ملجأ أو سبيل للرزق.

سرقة الكرسي المتحرك.. والشاب: نفسي أنام مطمن

أيام طويلة قضاها الشاب العشريني متنقلا بين الشوارع ولا مأوى أو غطاء يحتمي به من برد الشتاء وقسوته، لتكون كل أمنيته: «منمش في الشارع وألاقي سكن أنام فيه مطمن»، لتتفاقم معاناته منذ 5 شهور بسرقة كرسيه المتحرك الذي كان يتنقل به: «كنت نايم هنا في الشارع ورابط الكرسي بجنزير، صحيت من النوم ملقتوش لا هو لا الجنزير حتى!».

تسبب ذلك في مضاعفة معاناة «عزيز»، لتزداد صعوبة الحركة لديه: «بقيت بزحف على أيديا علشان أمشي»، وعلى الرغم من ذلك إلا أنه مازال راضيا بقضاء الله، ليردد: «الحمد لله على كل حال وربنا يراضيني، كل اللي نفسي فيه هو كرسي متحرك عشان اتحرك بيه وأنام في مكان كويس».