إدمان المخدرات، هو مرض يؤثر على عقل الشخص وسلوكه، والذي يبدأ عادة على سبيل التجربة والتسلية بين المراهقين والشباب، حتى يصبح الأمر عادة سيئة، تُسبب الإدمان وعدم قدرة الفرد عيش يومه إلا بتناول هذا المخدر، بما يؤدي في نهاية الأمر إلى القضاء على حياة المدمن إذا لم يتدخل أهله في الوقت المناسب لإنقاذه.
شحوب الوجه والهياج العصبي من علامات الإدمان
هناك بعض العلامات والدلائل التي تشير إلى تعاطي أحد أبنائك أوالمقربين لك للمواد المُخدرة، بما يستدعي تدخلك مباشرة لإنقاذه قبل فوات الأوان، ومن هذا العلامات التي أوضحها الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية لـ«»، من بينها، شحوب الوجه وظهور الهالات السوداء حول العين، وحالة دائمة من النعاس، فضلًا عن الكلام غير المُرتب، والمظهر غير المتناسق.
وأضاف استشاري الصحة النفسية، أن المدمن يعاني من حالة هياج عصبي من آن لآخر، كما نلاحظ حدوث تقلص أو اتساع كبير في حدقة العين، ويعاني دائمًا من القلق والتوتر: «تظهر كذلك لزمات جسدية مثل رعشة يده أو أصابعه باستمرار»، ونراه يتحدث دومًا أما بسرعة مبالغ فيها أو بطء شديد، كما نلاحظ معاناته من نقص الوزن، وتظهر علامات وخز الإبر على عروق يده وكفيه.
أفكار انتحارية تراود المدمن من آن لآخر
ويعاني المُدمن من تأخر دراسي، وبلادة حسية تجعل ردود فعله بطيئة لا تتناسب مع الموقف، كما نراه يميل للعزلة الاجتماعية، وتراوده الأفكار الانتحارية بحسب حديث هندي، وتابع أن تلك الأعراض تكون مقدمة لحدوث الخلافات الاجتماعية وقيامه بالسرقة من أجل الحصول على المال، وقد يتطور الأمر معه إلى ارتكاب الجرائم الكبرى، بما يستدعي التدخل لعلاجه على الفور.
«هندي»: العلاج يبدأ بالانسحاب ثم التأهيل النفسي
فيما يخص العلاج، أوضح الدكتور وليد هندي، أن التعافي يحدث على مرحلتين، المرحلة الأولى هي الانسحاب والثانية هي العلاج النفسي، مُبينًا أن مدة انسحاب المادة المخدرة تختلف باختلاف نوع المادة وجنس المريض وعمره: «يأخذ الكحول على سبيل المثال من 3 لـ14 يوما حتى ينسحب من الجسم، ويأخذ الأفيون ومشتقاته من 4 لـ10 أيام، أما الحشيش فيأخذ من 15 لـ30 يوما».
وقال الاستشاري النفسي، إنه بعد فترة الانسحاب يبدأ اخضاع المدمن للعلاج النفسي، والذي يهدف لتأهيله وإدماجه في المجتمع مرة آخرى، ولكن بوعي جديد وفكر مختلف من خلال إبعاده عن أي محفز قد يثير عودته للإدمان مرة أخرى، ومشاركته في جماعات الدعم النفسي، والإهتمام بالتغذية الجيدة وممارسة الرياضة: «من طرق العلاج أيضًا السيكودراما التي يتم خلالها عرض مسرحي أو درامي لمريض يعرض مشكلته، حتى يقوم بإسقاط كل مشاعره السلبية خلال العرض»، كما يتم تعليمه طرق جديدة لإدارة حياته وغضبه.