تعد الأمراض والاضطرابات النفسية من أبرز وأصعب المشكلات التي تواجه الشخص خلال حياته، وتقوده إلى جحور الكآبة واليأس ومن ثم الموت ببعض الأحيان، وهو ما يدفع بعض الأشخاص لإنهاء حياتهم نتيجة لبعض الضغوطات التي يمرون بها، وتكمن الخطورة الحقيقية والفجوة في هذه المشكلة في أنه وعلى الرغم من كل ذلك لا يزال الكثير من الناس ينظرون إلى الأمراض النفسية على أنها أشياء عادية يمكن تجاهلها إلى جانب النظرة الجمعية السلبية لمن يُقدِم على زيارة الطبيب النفسي.
وهو ما تناوله عن قرب الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، خلال حديثه لـ«»، إذ أكد أن الأمراض والاضطرابات النفسية من أخطر المشكلات التي قد تواجه الإنسان في حياته، كونها تضعه في صراع داخلي عنيف لا يشعر به أحد غيره، وأنه إن لم يتم التعامل معها وعلاجها بواسطة طبيب مختص ستزيد من فرض سيطرتها عليه وتقيده باليأس الذي يؤدي في النهاية إلى إقدامه على قتل نفسه ليس رغبة منه في إنهاء حياته، وإنما رغبة في إنهاء تلك الحرب الداخلية والتخلص منها.
وأكد استشاري الصحة النفسية أنه رغم وجود مشاكل نفسية بسيطة يمكن للشخص التعامل معها وحلها من خلال الاسترخاء والهدوء والجلوس رفقة صديق مقرب، إلا أن الخطورة الحقيقية في تلك الاضطرابات النفسية الكبيرة كالاكتئاب والوسواس القهري والخوف المرضي وما شابه، بسبب نظرة الشخص السلبية لها؛ إذ يعتقد أنه بإمكانه التخلص منها بمفرده، إلى جانب نظرة المجتمع السلبية لمن يُقدِم على زيارة الطبيب النفسي وكأنه ارتكب فعلًا مشينًا أو أن ليس هناك علمًا يسمى بعلم النفس.
أعراض الاضطرابات النفسية
ونصح «هندي» بضرورة الذهاب إلى الطبيب النفسي في حال معاناة الشخص من أي اضطرابات أو أمراض نفسية تجنبًا لتفاقمها وزيادة فرض سيطرتها عليه، موضحًا أن هناك الكثير من العوامل والدلالات يلاحظها المتخصص على المريض وتنبه بوجود خلل نفسي، وهي:
الشعور بالحزن والكآبة.
الشعور بالذنب.
الإحساس بالعجز وفقدان القدرة على الحركة والتفكير.
تشويش التفكير وفقدان القدرة على التركيز.
مخاوف مرضية شديدة.
شعور دائم بالقلق.
تغيرات حادة وسريعة في الحالة المزاجية.
اضطراب النوم.
فرط الشهية أو انعدامها.
العزوف عن المشاركات الاجتماعية.
نهم الشراء.
الإجهاد العام.
قلة النشاط وعدم الرغبة في بذل أي نشاط.
الأوهام.
الشك والتردد غير المبررين.
سرعة الاستثارة.
الغضب المفرط.
نصائح لتغيير النظرة السلبية للطب النفسي
وأضاف «هندي» في أن الضغوط التي يعاني منها الشخص خلال حياته جعلته عرضة بشكل كبير للاضطرابات النفسية، ما أعطى أهمية شديدة وملحة لوجود الطب النفسي، مستشهدًا بتصريح من منظمة الصحة العالمية بأن 92% من مرتادي العيادات الطبية يحتاجون إلى زيارة طبيب نفسي، موجهًا بعض النصائح لتعزيز أهمية الطب النفسي في حياة الأشخاص، وهي:
عدم الخجل من المرض النفسي أو إعلانه.
النظر إلى المرض النفسي على أنه مرض حقيقي شأنه شأن أي مرض عضوي آخر.
عدم القلق الزائد واليأس والاعتقاد بأن مشكلته ليس لها حل.
تصديق حقيقة وجود علم يسمى بعلم النفس تثبت أهميته في العالم كله يوميًا.
معرفة أن هناك مشاكل نفسية واضطرابات تحتاج إلى تناول بعض العقاقير.
عدم الخجل من نظرات الناس.