كدمات كبيرة تنتشر في جميع أنحاء جسده، وصل بعضها لحجم «أطباق العشاء» ظهرت في منطقة البطن أولًا، وادعى الأطباء أنّها إشارة إلى إصابته بقرحة المعدة، ومع انخفاض مستويات لياقته البدنية، ذهب البريطاني ديفيد جينكينز إلى المستشفى على الفور، ليطلب منه الأطباء عدم القيادة، لأنه قد يموت في طريقه إلى المنزل.
وبحسب صحيفة «Express» البريطانية، لاحظ المُعلم البالغ من العمر 48 عامًا، ظهور الكدمات بصورة مُفاجئة وسريعة، فقرر الذهاب إلى طبيبه الذي ظنّ أنّه أصيب بحساسية تجاه الأدوية التي يتناولها، فقرر تغييرها، إلا أنّ ذلك لم يمنعها من الانتشار، ووجد جسده بالكامل تُغطيه الكدمات.
«ديفيد» يكتشف إصابته بسرطان دم نادر
الانتشار السريع لتلك البقع، دفع الرجل الأربعيني إلى زيارة الطبيب مرة أخرى، وحينها أجرى فحص الدم غيّر مجرى حياته، إذ كشف الاختبار أنّ «ديفيد» كان يعاني من سرطان الدم النقوي الحاد، وهو سرطان دم نادر وسريع الانتشار، يقول: «قال لي الطبيب تم حجزك في مستشفى أدينبروك كامبريدج، اذهب إلى هناك الآن، لا تنتظر».
وعندما وصل «ديفيد» إلى المستشفى، شرح له الأطباء كل شيء يخص حالته، وأخبروه بأنّه بحاجة إلى البدء في العلاج الكيميائي على وجه السرعة، بسبب إصابته بهذا النوع من السرطان الذي يصيب الجهاز المناعي، وأكدوا أنّه بدون العلاج لن يعيش سوى شهرا أو شهرين على الأكثر.
واستمر الرجل الأربعيني، في الخضوع لأربع جولات من العلاج الكيميائي القاسي، ما أدى إلى إصابته بإعياء شديد، وفي إحدى المراحل كان يعاني حتى من صعوبة البلع: «كان العلاج الكيميائي الأول فظيعًا، فعندما تم حقن الأدوية، شعرت بها وهي تحترق بداخلي، لقد كان عليهم أن يُدخلوا الجرعة ببطء شديد، واستغرقت الممرضة التي قامت بذلك أكثر من ساعة لتوصيل الحقنة الواحدة، وتكرر هذا كل يوم لمدة 10 أيام».
وفي مرحلة ما، عانى «ديفيد» من عدوى بسبب الخط المركزي المستخدم لحقن الجرعات، واضطر الأطباء إلى وضع خطًا جديدًا، وتعرّض حينها لتساقط الشعر والأظافر: «لقد سقط كل شعري وأظافري، وسممني العلاج الكيميائي ما أدى إلى تلف جهازي الهضمي، وكان علي أن أتناول مسكن قوي فقط، حتى أتمكن من البلع».
ومع تدمير جهازه المناعي، بسبب العلاج الكيميائي، أصيب «ديفيد» بالعدوى، لأنه لم يتمكن من محاربتها، أصبح مريضًا للغاية، وارتفعت درجة حرارته، حتى أنّه استلقى تحت ملاءة مبللة بالماء البارد مع مراوح تنفخ الهواء البارد عليه في محاولة للحفاظ على جسمه باردًا، بينما يستمر حقن المضاد الحيوي داخل جسده.
مزيد من العلاج الكيميائي تلقاه «ديفيد»، بينما كانت الجرعة الثانية والثالثة أسوأ من سابقتها، ثم جاءت الجولة الرابعة والأخيرة، وحينها توسل الرجل الأربعيني إلى زوجته والأطباء ألا يفعلوا ذلك، لكن أخبره الأطباء أنّه في حاجة لأخذ الجرعة الأخيرة: «استلقيت في السرير وحدي، أرتجف، وفي لحظات صفاء ذهني كنت أخشى بشدة أن أموت دون أن أودع زوجتي وأطفالي، ولكن بطريقة أو بأخرى تمكنت من اجتياز الليل»، وبعد 6 أشهر من العلاج تعافيت تمامًا وخرجت من المستشفى، وكان ما أخشاه ظهور هذه الكدمات مرة أخرى، لأنها علامة على عودة سرطان الدم».
أعراض سرطان الدم النقوي الحاد
بحسب هيئة الخدمات الصحية ية، فإنّ سرطان الدم النقوي الحاد، هو نوع فرعي نادر من سرطان الدم النخاعي الحاد (AML)، وتشمل أعراضه الأكثر شيوعًا الآتي:
– شحوب البشرة.
– التعب وضيق التنفس وفقر الدم.
– فقدان الوزن.
– الالتهابات المتكررة.
– ارتفاع درجة الحرارة والشعور بالسخونة أو الارتعاش (الحمى).
– التعرق الليلي.
– نزيف غير عادي ومتكرر، مثل نزيف اللثة أو نزيف الأنف.
– كدمات الجلد.
– ظهور بقع حمراء أو أرجوانية مسطحة على الجلد.
– آلام العظام والمفاصل.
– الشعور بالامتلاء أو عدم الراحة في بطنك.
– تورم الغدد في رقبتك أو الإبط أو الفخذ والتي قد تشعر بالألم عند لمسها.