استمرت حيرة العلماء بشأن تحورات فيروس كورونا منذ ظهوره للمرة الأولى عام 2019، وسط متابعة علمية لطفراته المتغيرة وظهور العديد من السلالات المختلفة، ليحذر العلماء من متغير أخر يحتوي على عدد كبير من الطفرات.
وأوضح الدكتور «توم بيكوك»، عالم الفيروسات في «إمبريال كوليدج لندن»، أن المتغير الجديد من كورونا الذي جرى رصده في «بوتسوانا»، ويمثل مصدر قلق حقيقي إذ أنه أحد أنواع متغيرات «B.1.1» وسريع العدوى.
وجرى تسجيل إصابة 3 حالات في بوتسوانا بالإضافة إلى 6 حالات أخرى بجنوب إفريقيا، وحالة واحدة في هونج كونج تتعلق بمسافر عائد من جنوب إفريقيا، بحسب صحفية «إندبندنت» البريطانية.
المتغير الجديد يحتوي على 32 طفرة
وشرح «توم»، أن متغير بوتسوانا، يحتوي على 32 طفرة في بروتين سبايك، الذي يجعله قادرًا على التهرب بسهولة من دفاع الجهاز المناعي وبالتالي معدل انتشار أكبر بين الناس مقارنة بسلالات كورونا السابقة.
وأكد عالم الفيروسات أن المتغير الجديد يجب مراقبته بعناية بسبب كمية الطفرات المرتفعة بداخله، ويمكن أن تجعله معديًا أكثر من أي متغير آخر حتى الآن، بسبب كونه قادرًا على الهروب من معظم الأجسام المضادة المعروفة.
ويأمل عالم الفيروسات أن ينتمي المتغير الجديد إلى ما يعرف باسم «المجموعات الفردية» أي ليس قابلاً للانتقال.
المتغير ربما تطور لدى شخص يعاني من عدوى مزمنة
وذكر «فرانسوا بالو»، أستاذ بيولوجيا الأنظمة الحاسوبية ومدير معهد علم الوراثة بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، أن طفرات المتغير الجديد ليست عادية، ولم تشهد ارتفاعا كبيرا في عددها من قبل في المتغيرات الأخرى التي جرى رصدها: «هذا يشير إلى أن المتغير ربما تطور أثناء عدوى مزمنة لشخص يعاني من نقص المناعة».
وشدد «بالو»، على أهمية تتبع مصدر العدوى ومعرفة كيفية محاربة المتغير الجديد الذي ربما يكون مقاومًا لبعض اللقاحات، لأن مصدر القلق هنا بسبب عدد الطفرات نفسها.