تنبأ الكثير من الأفلام السينمائية بظهور روبوتات قادرة على الشعور مثل البشر، لعل أشهرها «I, Robot» من بطولة الفنان ويل سميث عام 2004، ولكن يبدو أن الخيال أصبح واقعا، لأنه قريبا سيكون بمقدور البشر التعامل مع روبوتات تشعر بالألم بفضل تطوير جلد إلكتروني يستطيع محاكاة الأحاسيس غير المريحة أو المزعجة.
وبحسب صحيفة «ديلى ميل» البريطانية، فإن العلماء الذين يقفون وراء الاختراع، أكدوا أنه تم ابتكار يد ميكانيكية مزودة بجلد ذكي أظهرت قدرة ملحوظة على تعلم التفاعل مع المحفزات الخارجية مثل ضربة في راحة اليد.
الروبوتات طورت من قبل مهندسين في جامعة جلاسكو
ويعمل الخبراء منذ عقود على بناء جلد صناعى بحساسية اللمس، إذ يتميز بمجموعة من مستشعرات التلامس عبر سطح الجلد تكشف تأثرها عند ملامستها لجسم ما، ولكن هذه المستشعرات تنتج عادة حجم كبير من البيانات التى يمكن أن تستغرق وقتا طويلا في معالجتها بشكل صحيح بواسطة الكمبيوتر ثم الاستجابة لها، وهو ما يتسبب في تقليل فعالية الجلد المحتملة في العالم الحقيقي وليس التجريبي.
وتوصل فريق من المهندسين فى جامعة جلاسكو فى بريطانيا، إلى نموذج أولي جديد من الجلد الإلكتروني، ويعتقد أنه تقدم كبير في مجال الروبوتات الحساسة للمس، وأشار الفريق إلى أنهم استلهموا الفكرة من كيفية تفسير الجهاز العصبي المحيطي للإنسان للإشارات من الجلد وذلك بهدف القضاء على التأخير واستهلاك الطاقة بلا فائدة.
خطوات بناء جلد إلكتروني مشابه للبشر
ولبناء جلد إلكتروني قادر على الاستجابة الفعالة من الناحية الحسابية، طبع الباحثون شبكة من 168 ترانزستور متشابكا مصنوعة من أسلاك نانوية من أكسيد الزنك مباشرة على سطح بلاستيكي مرن.
وقال العلماء إن هذه المدخلات مصممة لتقليد الطريقة التى تعمل بها الخلايا العصبية الحسية في جسم الإنسان، وبهذا التصميم تعمل الدائرة المدمجة في الجلد كمشابك اصطناعية، مما يقلل المدخلات إلى ارتفاع بسيط ويسرع عملية التفاعل.
كما استخدم الفريق المخرجات المتفاوتة لتعليم الجلد الاستجابات المناسبة للألم المحاكي، والذي من شأنه أن يحفز يد الروبوت على الاستجابة، إذ يقوم بتحريك يده بعد ضربة حادة، وهو ما يعني الابتعاد عن مصدر الازعاج.
ووصفت الصحيفة أن تطوير الجلد الإلكتروني هو أحدث تقدم في الأسطح المرنة فى مجموعة تقنيات الانحناء للإلكترونيات والاستشعار التابعة لجامعة جلاسكو بقيادة البروفيسور رافيندر داهية.