قد تظن في بداية الأمر أن الروبوتات البشرية موجودة فقط في أفلام ومسلسلات مثل ستار تريك، ولكن الأمر الآن أصبح أقرب إلى الحقيقة أكثر مما نتصور، فحقق العلماء في اليابان تقدمًا كبيرًا في تكنولوجيا الروبوتات السايبورغ أي الروبوتات التي يكون نصفها آليًا والآخر بشريًا، وذلك من خلال دمج الأنسجة البشرية مع الآلية، ما يمكِّن الروبوت من المشي باستخدام التروس المدموجة بالعضلات بطريقة تحاكي الإنسان في المشي والدوران، وهو ما يصفه العلماء بـ«القفزة العملاقة» في المجال.
روبوت يجمع العضلات البشرية مع النسيج الصناعي
ركز باحثون من جامعة طوكيو على إنشاء روبوت يجمع بين أنسجة العضلات البشرية والمواد الاصطناعية، وهذا النهج المبتكر يتيح للروبوت الحركة بكفاءة عالية، قال الدكتور شوجي تاكيوتشي، أحد مؤلفي الدراسة، في بيان صحفي، إن «البحث في مجال الروبوتات البيوهايبريد، والتي تمثل توازنًا بين الأحياء والميكانيكا، جذب انتباهًا متزايدًا كمجال جديد في مجال الروبوتات يتميز بالوظيفة البيولوجية، واستخدام العضلات كمحركات يسمح لنا ببناء روبوت مدمج بحركات فعالة بلمسة ناعمة ودقيقة».
ذات أرجل موزونة ويمشي تحت الماء
وأشار دكتور شيجي إلى أن الابتكار الذي قام به الفريق يعتبر مهمًا جدًا بالنسبة للصناعات والمشاريع التي تتم تحت الماء، وذلك حيث يتميز الروبوت المبتكر بالأرجل الموزونة نتيجة بنائه من هيكل سيليكون مطاطي ينحني ويتمدد استجابة لحركات العضلات، كما أوضح القائمون على الدراسة أن حركة الروبوتات تتم عن طريق أنسجة العضلات الهيكلية المزروعة في العضلات، والتي تنقبض عند تحفيزها بالكهرباء.
وأيضًا عن طريق تناوب التحفيز الكهربائي بين الساقين اليمنى واليسرى كل خمس ثوانٍ، وهو ما يمكِّن الروبوت من المشي بمعدل حوالي 5.4 مليمتر في الدقيقة أو 0.002 ميل في الساعة، ولتمكين الروبوت من حركة الدوارن عمل الفريق البحثي على تنشيط الساق اليمنى بشكل متكرر في نفس الوقت التي تكون اليسرى تعمل كمرساة، ما أدى إلى تحقيق دوران بزاوية 90 درجة في 62 ثانية، وذلك كما ذكر موقع الدراسات study finds.
قفزة في مجال الروبوتات
على الرغم من هذه الإنجازات، يعترف الدكتور تاكيوتشي بضرورة تحقيق تحسينات إضافية، فذكر أن «حاليًا نطبِّق حقلا كهربائيا على الساقين بشكل فردي، وهذا يستغرق وقتًا، في المستقبل من خلال دمج الكهرباء في الروبوت، نتوقع زيادة السرعة بشكل أكثر كفاءة»، مضيفا أنه «يجب دمج نظام إمداد بالغذاء وهياكل لدعم الأنسجة الحية التي تسمح للروبوت بالعمل في الهواء»، كما أكد أن «على الرغم أن خطوات الروبوت ما زالت صغيرة وبطيئة، إلا أنها ستظل قفزة في هذا المجال من الروبوتات».